"رفع أكياس التبن، جر العربات، حمل الأدوات، إصلاح المعدات، والمشي لمسافات طويلة".. ليست هذه خطة تدريب بدنية بل هي مجرد يوم اعتيادي في حياة المزارع، ومن هنا نشأ مصطلح "قوة المزرعة"، وهي القوة التي تتكون نتيجة العمل البدني المتواصل دون الحاجة إلى أجهزة رياضية أو مكملات غذائية، في المقابل هناك "قوة الجيم" والتي تُبنى داخل الصالات الرياضية عبر تدريبات منظمة وأهداف محددة، وهنا يُطرح سؤال جوهري: من الأقوى؟ من يُجهد جسده يومياً عبر العمل أم من يُمارس رفع الأوزان داخل الجيم؟
"قوة الجيم" تُبنى داخل الصالات الرياضية عبر تدريبات منظمة
تركز "قوة المزرعة" على الحركات الوظيفية أي تلك التي نستخدمها بشكل يومي في حياتنا، يقول أنطونيو هاريسون، مدرب الواقع الافتراضي في منصة Supernatural: "قوة المزرعة تُعزز من أدائك الحركي الطبيعي وتحسّن من لياقتك العامة في تفاصيل الحياة اليومية".
ولا يشترط أن ترتبط هذه القوة بجسد رياضي محدد المعالم إذ قد يمتلك شخص لا يتمتع ببنية عضلية بارزة قدرة عملية لافتة، ويكمن السر في التكرار والتنوع الطبيعي للحركة.
في المقابل؛ يشير الدكتور كريس موهر، مستشار التغذية في Fortune Recommends Health، إلى أن "قوة الجيم" تتطور في بيئة منظمة تخدم أهدافاً واضحة مثل بناء العضلات أو تعزيز القدرة على التحمل، ويوفر الجيم فرصة للتركيز على مناطق محددة في الجسم والعمل على تطويرها بدقة بمساعدة أجهزة متنوعة ومدربين متخصصين.
يوفر الجيم فرصة للتركيز على مناطق محددة في الجسم
ومع ذلك فإن التكرار المفرط سواء في التمارين الزراعية أو في الجيم قد يؤدي إلى ثبات في الأداء، فعلى سبيل المثال تمارين العزل العضلي في الجيم تُسهم في تضخيم العضلات لكنها لا تضمن بالضرورة اكتساب القوة الوظيفية المطلوبة للحياة اليومية، لذا يُنصح بإدخال تمارين مركبة مثل الرفعة الميتة (deadlifts) ضمن الجدول التدريبي.
وفي نهاية المطاف تلعب المرونة الجسدية والحركة اليومية دوراً محورياً فلا توجد إجابة قطعية في هذه المقارنة إذ إن كل نوع من أنواع القوة يُسهم في تشكيل الجسم بطريقة مختلفة.
حتى وإن لم تكن مزارعاً يمكنك الاستفادة من مفهوم قوة المزرعة، يقول "موهر": "يمكن لمرتادي الجيم تعلم الكثير من فلسفة اللياقة الريفية فالتمارين التي تحاكي المهام اليومية تبني قوة عملية حقيقية وتُقلل من خطر الإصابة".
مميزات "قوة المزرعة"
كما أن العمل في المزرعة يتم غالباً في الهواء الطلق ما يُسهم في تقليل مستويات التوتر وتحسين الحالة النفسية، ويُعد نشاطاً عفوياً لا يتطلب تخطيطاً مُسبقاً أو أدوات خاصة إلا أن هذا النوع من القوة قد لا يكون مناسباً لمن يسعون لتحقيق أهداف رياضية معينة أو الحصول على شكل جسم محدد.
يوفر الجيم مرونة في اختيار التمارين بناءً على الهدف المرجو: سواء كنت تطمح للسرعة، أو القوة، أو تحسين الشكل الخارجي، كما يتيح الجيم استخدام معدات متنوعة تحت إشراف مدربين مختصين وهو مثالي للأشخاص الذين يقضون معظم وقتهم في وضعية الجلوس.
يتيح الجيم استخدام معدات متنوعة تحت إشراف مدربين مختصين
لكن من المهم التذكير بأن الاشتراك في الجيم وحده لا يكفي فإذا كان نمط حياتك يتّسم بالخمول فلن تُعوّض التمارين وحدها نقص الحركة اليومية، الأهم هو الحفاظ على استمرارية النشاط الجسدي.
يختم أنطونيو هاريسون بقوله: "أي نشاط يُحفزك على الحركة ويُساعدك في تبني نمط حياة صحي يُعدّ مكسباً"، ويقترح أن أفضل استراتيجية هي المزج بين قوة المزرعة وقوة الجيم لتحقيق التوازن الشامل والاستمتاع بالتنوع.