عندما يتعلق الأمر بـ ضعف الانتصاب قد يشعر بعض الرجال أنهم جربوا كل شيء دون جدوى، لكن مراجعة علمية حديثة نشرت في مجلة Sexual Medicine Reviews تشير إلى أن بناء العضلات قد يكون وسيلة طبيعية وفعالة لتحسين الأداء الجنسي وربما بديلاً جزئياً عن العلاجات الدوائية التقليدية مثل الفياجرا.
أجرى الباحثون تحليلاً شاملاً شمل 32 دراسة تناولت العلاقة بين الكتلة العضلية والقوة البدنية والصحة الجنسية، وتبيّن أن الرجال الذين يتمتعون بكتلة عضلية هيكلية أعلى وقوة بدنية أفضل كانوا أقل عرضة للإصابة بضعف الانتصاب خاصة بين من يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري والسمنة وكذلك بين كبار السن.
وأظهرت النتائج أيضاً أن قوة قبضة اليد وهي مؤشر شائع على الصحة العامة ارتبطت بانخفاض احتمالية الإصابة بضعف الانتصاب.
العلاقة بين العضلات والصحة الجنسية
أوضح الدكتور موهيت كيرا، اختصاصي المسالك البولية بجامعة Baylor College of Medicine، وأحد المشاركين في الدراسة، أن فوائد تمارين المقاومة لا تقتصر فقط على رفع مستويات التستوستيرون بل تشمل أيضاً تحسين تدفق الدم وصحة الأوعية الدموية وهي عوامل "حاسمة" لتحسين الانتصاب.
وأشار "كيرا" إلى أن التمارين تساعد في تقليل الالتهابات وتعزيز وظيفة الخلايا البطانية التي تبطن جدران الأوعية وزيادة توفر أكسيد النيتريك، وهو مركب يلعب دوراً أساسياً في توسيع الأوعية الدموية بما في ذلك تلك الموجودة في العضو الذكري.
أشار الدكتور جون سيغالوس، اختصاصي في المسالك البولية في Urology Austin، إلى أن زيادة الكتلة العضلية تُحسّن من حساسية الجسم للإنسولين ما ينعكس إيجابياً على الوظائف الجنسية، موضحاً أن ضعف التحكم في نسبة السكر بالدم، كما هو الحال في حالات السكري، يؤدي إلى تضرر الأوعية الدقيقة التي تؤثر على الانتصاب.
أما الدكتور فيليب ويرثمان، مدير مركز الطب التناسلي للرجال في لوس أنجلوس، فقال إن التمارين المنتظمة يمكن أن تقلل من الدهون وتزيد من الكتلة العضلية وتُحسن من التوازن الهرموني العام للجسم، وكلها عوامل تقلل من احتمال الإصابة بضعف الانتصاب.
رغم عدم وجود وصفة دقيقة حتى الآن يوصي "د. كيرا" بممارسة ما لا يقل عن 160 دقيقة من التمارين أسبوعياً تتضمن تدريبات القوة لتحسين الوظيفة الجنسية، مشيراً إلى أن المرضى الذين كانوا يعانون من ضعف شديد شهدوا تحسنًا ملحوظًا بعد الالتزام بالتمارين المنتظمة.
يُنصح بممارسة ما لا يقل عن 160 دقيقة من التمارين أسبوعياً
أشارت الدراسة كذلك إلى دور محتمل لمركب L-carnitine، وهو حمض أميني موجود في اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك، في تحسين تدفق الدم ودعم الصحة الجنسية، حيث يُسهم في إنتاج أكسيد النيتريك الضروري لصحة الأوعية الدموية.
وقد لاحظ الدكتور ويرثمان، الذي يستخدم L-carnitine منذ سنوات لدعم الخصوبة، أن العديد من مرضاه أبلغوا عن تحسن في الانتصاب بعد استخدام المكملات، قائلاً: "هناك رجال عادوا بعد شهرين من استخدام L-carnitine وأخبروني بأن الانتصاب أصبح أفضل".
مع كل هذه المعطيات يؤكد الأطباء على أهمية عدم الاعتماد فقط على المكملات أو التمارين بل استشارة الطبيب لإجراء تقييم شامل خاصة وأن ضعف الانتصاب قد يكون مؤشراً مبكراً لأمراض أكثر خطورة مثل مشاكل القلب أو السكري من النوع الثاني.