%30 من أورام البروستاتا المصنفة آمنة قد تكون عدوانية.. بحث جديد يهز الثقة في المراقبة النشطة
في السنوات الأخيرة اعتُبرت أورام البروستاتا من النوع Grade Group 1 (GG1) على نطاق واسع ذات خطورة منخفضة ما دفع كثيراً من الأطباء إلى اعتماد أسلوب "المراقبة النشطة" بدلًا من العلاج الفوري بل إن بعض الخبراء اقترحوا مؤخراً عدم تصنيفها كـ"أورام" على الإطلاق.
لكن دراسة جديدة نُشرت في مجلة JAMA Oncology تسلط الضوء على احتمال أن تكون هذه الرؤية مبسطة ومضللة في بعض الحالات، إذ تشير إلى أن نحو 30% من حالات GG1 قد تخفي خلفها أوراماً أكثر عدوانية مما يُعتقد.
تسريع إجراءات اعتماد دواء جديد لعلاج ورم البروستاتا المتقدم
خطر غير مرئي
قال الدكتور بشير الحسين، الأستاذ المساعد في قسم المسالك البولية وعلوم الصحة السكانية بكلية وايل كورنيل للطب في نيويورك، وأحد المشاركين الرئيسيين في إعداد الدراسة: "لا نريد أن نفوّت الأورام العدوانية التي تظهر أولاً على شكل Grade Group 1 في الخزعة"، مضيفاً أن الاستخفاف بمستوى الخطورة قد يؤدي إلى عدم كفاية العلاج ونتائج صحية سيئة.
وبحسب الجمعية الأمريكية للسرطان فإن أورام البروستاتا عادة ما تكون بطيئة النمو وسهلة العلاج لكن لا تزال شائعة مع توقع 313,780 حالة جديدة هذا العام ووفاة 35,770 شخصاً بسببها في الولايات المتحدة وحدها.
مراقبة نشطة لكنها غير كافية
عادة ما تُجرى خزعة البروستاتا لتحديد نوع الورم ودرجته، وإذا أظهرت النتائج وجود ورم من نوع GG1 يُنصح المرضى غالباً بعدم بدء العلاج والاكتفاء بالمتابعة الدورية من خلال تحاليل دم لقياس مستويات بروتين PSA (المرتبط بالأورام) أو عبر التصوير بالرنين المغناطيسي أو الخزعات الإضافية.
لكن الباحثين في الدراسة الجديدة حذروا من أن الخزعة الواحدة لا توفر صورة كاملة عن البروستاتا وقد تفوت الخلايا العدوانية، ومن خلال تحليل بيانات أكثر من 300,000 رجل شُخّصت أورامهم بأنها لم تنتشر خارج البروستاتا وجد الباحثون أن نحو 117,000 منهم تم تصنيف أورامهم كـGG1.
تقدير أدق للمخاطر
اعتمد الباحثون في تقييمهم الجديد على عوامل إضافية مثل حجم الورم ومستويات PSA في الدم وقدّروا أن ما يزيد عن 18,000 من هؤلاء الرجال كانوا في الحقيقة ضمن فئة المخاطر العالية ويستحقون العلاج الفوري سواء بالإشعاع أو باستئصال البروستاتا.
تقدير أدق للمخاطر
وأوضح "الحسين": "تُظهر بياناتنا أن نحو 30% من مرضى GG1 الذين يُفترض أنهم منخفضو الخطورة خضعوا فقط للمراقبة النشطة، ما يعني أنهم لم يتلقوا العلاج الكافي".
الجدل حول تغيير التسمية
تأتي هذه النتائج في وقت يناقش فيه بعض الأطباء حذف صفة "الورم" عن حالات GG1 لتقليل القلق لدى المرضى، لكن الدكتور جوناثان شواغ، أستاذ المسالك البولية في جامعة Case Western Reserve في كليفلاند والمشارك في إعداد الدراسة، يرفض هذه الفكرة بشدة.
وأضاف: "هناك سوء فهم شائع بأن الأورام منخفضة الدرجة تعني أيضاً منخفضة الخطورة، وهنا نُظهر بوضوح أن هذا غير صحيح"، محذراً من أن محاولات إعادة تسمية GG1 قد تكون مضللة لأن العديد من المرضى الذين تظهر خزعاتهم هذه الدرجة قد يعانون لاحقاً من مضاعفات حقيقية إذا تُركوا دون علاج.
وأوضح "شواغ" أن التصنيف القديم اعتمد بشكل كبير على عينات مأخوذة من بروستاتا مستأصلة بالكامل، بينما في الحياة الواقعية يعتمد التشخيص غالباً على خزعة واحدة لا تضمن تمثيل كل الأنسجة.
الجدل حول تغيير التسمية
الحاجة لتواصل أوضح مع المرضى
اختتم "الحسين" حديثه قائلاً: "علينا أن نطوّر طريقة أفضل لإبلاغ المرضى بتشخيصهم وتقديم معلومات دقيقة عن مستقبل الورم خاصة إذا كانت هناك مؤشرات سريرية مقلقة رغم التصنيف GG1"، مؤكداً في الوقت نفسه على أهمية الاستمرار في التوصية بالمراقبة النشطة للمرضى الذين تثبت تحاليلهم أنهم بالفعل في الفئة منخفضة الخطورة.
