رغم الصورة النمطية التي تربط استخدام الستيرويدات بالبنية الجسدية القوية والصحة الجيدة إلا أن دراسة جديدة صادرة عن الجمعية البرازيلية لأمراض القلب تكشف عن جانب مظلم لهذا النوع من العقاقير حتى لدى الشباب الأصحاء الذين يمارسون الرياضة بانتظام.
وبينما يتزايد استخدام الستيرويدات بين الرجال من مختلف الأعمار، سواء لأغراض بناء العضلات أو تقليل الالتهابات، جاءت نتائج الدراسة لتدق ناقوس الخطر حول التأثيرات السلبية المحتملة على صحة القلب.
التأثيرات الستيرويدات السلبية المحتملة على صحة القلب
قام الباحثون بتجنيد 51 رجلاً بمتوسط عمر 29 عاماً (تتراوح أعمارهم بين 23 و43 عاماً)، وقسموهم إلى 3 مجموعات:
21 رجلاً من ممارسي رفع الأثقال الذين استخدموا الستيرويدات الأندروجينية الابتنائية (Anabolic Androgenic Steroids) لمدة لا تقل عن عامين.
20 آخرين من ممارسي رفع الأثقال الذين لم يستخدموا الستيرويدات.
10 رجال أصحاء لكن لا يمارسون أي نشاط بدني (خاملين بدنياً).
وفقاً لتصريح الباحث الرئيسي فرانسيس ريبيرو، طالب الدكتوراه في معهد القلب بكلية الطب - جامعة ساو باولو، فإن إساءة استخدام الستيرويدات الأندروجينية الابتنائية بين الشباب تمثل مشكلة واسعة الانتشار على مستوى العالم، وقد تم تسجيل حوادث مثل الوفاة القلبية المفاجئة والنوبات القلبية لدى الرياضيين.
هدفت الدراسة التي نُشرت تفاصيلها في "health line" إلى فحص العلاقة المحتملة بين استخدام الستيرويدات وتراكم الترسبات الدهنية (plaque buildup) في الشرايين التاجية، وهي حالة تعرف باسم تصلب الشرايين (Atherosclerosis)، وتُعد من أبرز أسباب النوبات القلبية.
استخدم الباحثون مجموعة من الفحوص الدقيقة من بينها تحاليل دم لقياس نسب الدهون وخاصة الكوليسترول الجيد (HDL) بالإضافة إلى اختبار قدرة HDL على إزالة الكوليسترول من خلايا الدم البيضاء باستخدام زراعات خلوية، كما خضع المشاركون لفحص بالأشعة المقطعية (CT) لمعاينة حالة الشرايين بدقة.
1 من كل 4 مستخدمين للستيرويدات في خطر
النتائج كانت صادمة: 24% من مستخدمي الستيرويدات، أي تقريباً واحد من كل أربعة، أظهروا انخفاضاً في مستويات HDL وزيادة في مؤشرات تصلب الشرايين في الشرايين التاجية، أما المجموعتان الأخريان (ممارسو الرياضة غير المستخدمين والخاملون بدنيًا) فلم تُظهر أي من هذه المؤشرات الخطيرة.
وأوضح الباحث الرئيسي؛ أن الستيرويدات قد تُضعف قدرة HDL على إزالة الكوليسترول من الماكروفاجات، ما يُعزز من تراكم الترسبات داخل الشرايين.
ورغم أن الباحثين أكدوا على الحاجة إلى دراسات أوسع وأطول زمناً لتأكيد هذه النتائج فإنهم شددوا على ضرورة رفع مستوى الوعي بمخاطر هذه العقاقير.
بحسب الإحصاءات البرازيلية، فقد استخدم نحو مليون شخص الستيرويدات الأندروجينية الابتنائية مرة واحدة على الأقل، ما يجعلها سابع أكثر الأدوية استخداماً في البلاد.
ويبدو، كما توضح الدراسة أن الصورة الوردية المرتبطة بالستيرويدات تحتاج إلى إعادة نظر جادة خصوصاً عندما يتعلق الأمر بشباب في مقتبل العمر.