في الوقت الذي يتزايد فيه تقنين استخدام القنب حول العالم، تشير دراسة حديثة إلى أن اضطراب تعاطي القنب (Cannabis Use Disorder - CUD) قد يرتبط بزيادة ملحوظة في خطر الإصابة بأورام الفم، وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة Preventive Medicine Reports، وتعد من أوائل الأبحاث التي تتناول هذا الرابط على مستوى واسع.
أجرى الدكتور رافاييل إي. كوامو، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، دراسة لتقييم العلاقة بين اضطراب تعاطي القنب وخطر الإصابة بأورام الفم على مدى خمس سنوات، شملت الدراسة البالغين الذين خضعوا لفحوصات تتعلق باضطرابات تعاطي المخدرات في الفترة بين يناير 2012 وديسمبر 2019 بشرط ألا يكون لديهم أي تشخيص سابق بأورام في الفم، وتمت متابعة المشاركين لمدة خمس سنوات لرصد أي تشخيصات لاحقة تتعلق بـ أورام الفم.
العلاقة بين اضطراب تعاطي القنب وخطر الإصابة بأورام الفم
من بين 45,129 مشاركاً مؤهلًا للدراسة شُخّص 949 شخصاً (2.1%) باضطراب تعاطي القنب، ولوحظ أن معدل الإصابة بأورام الفم بلغ 0.74% في مجموعة المصابين بـ CUD مقابل 0.23% فقط في المجموعة غير المصابة.
وكشفت التحليلات عن وجود ارتباط واضح بين CUD وزيادة خطر الإصابة بأورام الفم حيث بلغ معدل الأرجحية غير المعدّل (Unadjusted Odds Ratio) 3.24 وظل هذا الارتباط قائماً حتى بعد ضبط العوامل الأخرى إذ بلغ معدل الأرجحية المعدّل (Adjusted Odds Ratio) 3.25.
في تعليق له على الدراسة، أوضح "كوامو" أن دخان القنب يحتوي على العديد من المركّبات المسرطنة الموجودة أيضاً في دخان التبغ والتي تُعرف بتأثيرها الضار على الأنسجة الظهارية التي تبطن الفم.
وأضاف: "هذه النتائج تُضاف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن الاستخدام المزمن أو المفرط للقنب قد يسهم في رفع خطر الإصابة بالأورام في الأنسجة المعرضة لمخلفات الاحتراق".
رغم استخدام القنب لأغراض طبية وترفيهية في عدد متزايد من الولايات والدول تثير هذه النتائج تساؤلات حول تداعيات تعاطيه المزمن خاصة في ظل ازدياد عدد المستخدمين وعدم كفاية الوعي بالمخاطر المرتبطة بالاستنشاق المستمر لدخانه.
تُعد هذه الدراسة واحدة من الخطوات المهمة لفهم التأثيرات الصحية طويلة الأمد للقنب وتدعو إلى ضرورة إدراج اضطراب تعاطي القنب ضمن الفحوصات الوقائية خاصة لأولئك المعرضين لعوامل خطر إضافية.
القنب بين الفوائد والمخاطر
يسلّط البحث الضوء على الحاجة لتوسيع الوعي بالمضاعفات المحتملة لتعاطي القنب ليس فقط على الصحة النفسية أو الجهاز التنفسي بل أيضاً على صحة الفم والأنسجة المرتبطة به، كما يشير إلى أهمية إجراء المزيد من الدراسات حول آلية تأثير القنب على أنسجة الجسم المختلفة بما فيها الفم والتفكير في تضمين هذه النتائج في برامج التوعية الصحية العامة.