إرشادات جديدة تفتح الباب أمام الرياضيين المصابين بأمراض قلبية للمشاركة في المنافسات

لطالما فرضت الأمراض القلبية قيوداً صارمة على الرياضيين، حيث كانت التوصيات الطبية تحظر عليهم ممارسة الرياضات التنافسية وفي بعض الحالات تجبرهم على الاعتزال، لكن وفقاً لإرشادات جديدة أصدرتها الكلية الأمريكية لأمراض القلب وجمعية القلب الأمريكية أصبح بإمكان الرياضيين الذين يعانون من مشاكل قلبية اتخاذ القرار بالمشاركة في الرياضة بالتشاور مع أطبائهم في ضوء أدلة حديثة تشير إلى أن المخاطر أقل مما كان يُعتقد سابقاً.

تعزيز صحة القلببإمكان الرياضيين الذين يعانون من مشاكل قلبية المشاركة  في الرياضة

تأثير الإرشادات على الرياضيين الشباب

على الرغم من أن هذه التوصيات تركز على لاعبي الرياضات التنافسية من مختلف الأعمار، إلا أنها من المرجح أن تؤثر بشكل أوسع على الشباب الذين يمارسون الرياضات المدرسية والجامعية.

أوضح طبيب القلب للأطفال في مستشفى الأطفال بلوس أنجلوس، الدكتور بول كانتور، أن هذه الإرشادات قد تمكن عشرات الآلاف من الأطفال والشباب المصابين بأمراض قلبية أو المعرضين وراثياً لها من المشاركة في الرياضات التنافسية بأمان، حسب "WebMD".

ممارسة الرياضةتأثير الإرشادات على الرياضيين الشباب

تحول جذري في التعامل مع الأمراض القلبية الرياضية

قال مدير طب القلب الرياضي في كلية الطب بجامعة إيموري، وأحد المؤلفين الرئيسيين للإرشادات، الدكتور جوناثان هـ. كيم، إن النهج القديم لم يكن يسمح بأي قرار مشترك إذ كان يُمنع الرياضيون تلقائياً من المشاركة في الرياضة بمجرد تشخيصهم بأي مشكلة قلبية تقريباً، أما الآن فقد أصبح القرار أكثر مرونة، ما يمنح الرياضيين فرصة تقييم المخاطر والفوائد بشكل أكثر إنصافاً.

أمراض قلبية مشمولة في الإرشادات الجديدة

تشمل الإرشادات الجديدة حالات قلبية متنوعة مثل الأمراض الوراثية واضطرابات النظم القلبي والتهاب عضلة القلب والتاريخ السابق للنوبات القلبية، إضافةً إلى الرياضيين الذين يعتمدون على أجهزة إزالة رجفان القلب المزروعة (ICDs)، حيث تشير الأبحاث الحديثة إلى أن المخاطر المرتبطة بعودة هؤلاء الرياضيين إلى اللعب ليست معدومة لكنها منخفضة.

نبات الكافا وأعراض القلبتشمل الإرشادات الجديدة حالات قلبية متنوعة مثل الأمراض الوراثية

إرشادات خاصة بالرياضيين فوق 35 عاماً

لم تقتصر الإرشادات الجديدة على الرياضيين الشباب بل شملت أيضاً فئة "الرياضيين المخضرمين"، وهم الأشخاص الذين تجاوزوا 35 عاماً، في السابق كان يُمنع هؤلاء من المشاركة في الرياضات التنافسية بسبب تشخيصات مثل مرض الشريان التاجي والرجفان الأذيني واتساع الشريان الأورطي (أو تمدد الأوعية الدموية الأبهري)، ولكن مع التوجه الجديد أصبح بإمكانهم إعادة النظر في قرار المنع بالتنسيق مع أطبائهم.

التوازن بين السلامة والاستقلالية

رغم التغييرات الكبيرة التي جاءت بها الإرشادات فإنها لا تعني أن الرياضيين المصابين بأمراض قلبية يمكنهم العودة إلى اللعب دون ضوابط، ولكن تدفعهم إلى إعادة مناقشة وضعهم الصحي مع أطبائهم، ودور الطبيب لا يقتصر على فرض القيود بل يتضمن تقديم المعلومات الطبية بوضوح وتوضيح نقاط الغموض العلمي وتقييم المخاطر والفوائد بشكل موضوعي مما يسمح للرياضيين باتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مستقبلهم الرياضي.