في أول تجربة سريرية تُقارن مباشرة بين عقارين لـ إنقاص الوزن، أظهرت النتائج أن تيرزيباتيد المعروف تجارياً باسم "Mounjaro" و"Zepbound"، يُحقق نتائج أفضل من سيماجلوتايد المعروف باسم "Ozempic" و"Wegovy"، سواء من حيث نسبة الوزن المفقود أو انخفاض محيط الخصر.أدوية لـ إنقاص الوزن
ووفقاً للدراسة التي قادها الدكتور لويس جيه. أرون؛ مدير مركز التحكم الشامل في الوزن بكلية طب وايل كورنيل في نيويورك، فإن استخدام دواء يعمل عبر مسارين هرمونيين يحقق نتائج تتجاوز تأثيرات الأدوية أحادية الآلية.
يرتكز الفرق بين العقارين على طريقة تأثير كل منهما في الجسم، سيماجلوتايد يُعتبر منشطاً لهرمون GLP-1 المسؤول عن كبح الشهية، أما تيرزيباتيد فهو منشط مزدوج يستهدف كلاً من GLP-1 وGIP ما يمنحه قدرة مضاعفة في التأثير على هرمونات الجوع والشبع.
هذه الآلية المزدوجة ساهمت في كسر "ظاهرة ثبات الوزن" التي غالباً ما تظهر لدى من يتناولون أدوية إنقاص الوزن لفترات طويلة.
شملت الدراسة 751 شخصاً نصفهم تناول تيرزيباتيد والنصف الآخر سيماجلوتايد لمدة 72 أسبوعاً باستخدام أعلى جرعة ممكنة يتحملها الجسم، وبلغ متوسط الوزن المفقود لدى مستخدمي تيرزيباتيد حوالي 20% من وزن الجسم مقارنة بـ14% لدى من تناولوا سيماجلوتايد، كذلك تمكن 32% ممن تناولوا تيرزيباتيد من فقدان 25% أو أكثر من وزنهم مقابل 16% فقط من مجموعة سيماجلوتايد.
إلى جانب فقدان الوزن، ساعد تيرزيباتيد المشاركين على تقليص محيط خصرهم بمقدار 7 بوصات مقابل 5 بوصات مع سيماجلوتايد، واعتبر الدكتور أرون أن هذا الفارق "ذو أهمية إكلينيكية"، حيث يرتبط انخفاض محيط الخصر بتحسّن في ضغط الدم والمعايير الأيضية الأخرى.
كما شهد متعاطو تيرزيباتيد تحسناً أكبر في مؤشرات صحية مثل ضغط الدم ومستويات السكر في الدم والإنسولين والكوليسترول، مما يدعم فاعليته كدواء شامل للتعامل مع السمنة والمشكلات المرتبطة بها.
رغم فاعلية تيرزيباتيد، لم تخلُ الدراسة من تسجيل آثار جانبية أبرزها اضطرابات هضمية مثل الغثيان والإسهال لكنها كانت خفيفة نسبياً، وتوقف 6% فقط من مستخدمي تيرزيباتيد عن العلاج بسبب الأعراض مقارنة بـ8% من مستخدمي سيماجلوتايد، ما يشير إلى تقبّل جيد للدواء من قِبل المشاركين.
تم تمويل التجربة من قبل شركة "Eli Lilly & Company" المصنعة لتيرزيباتيد، وعُرضت النتائج في "European Congress on Obesity 2025" في إسبانيا، كما نُشرت في ذات اليوم في مجلة "The New England Journal of Medicine" ما يُضفي على النتائج مصداقية علمية وطبية عالية.تيرزيباتيد لـ إنقاص الوزن
أوضح الدكتور ديفيد هورنر من جامعة كوبنهاجن، والذي لم يشارك في الدراسة، أن البيانات لا تدع مجالاً للشك في تفوق تيرزيباتيد رغم أنه يرى في كلا الدواءين خيارات فعالة، مضيفاً أن هناك حوالي 150 دواءً لإنقاص الوزن قيد التطوير حالياً ما يُبشر بدخول المجال الطبي في "العصر الذهبي" لـ علاجات السمنة.