أورام البروستاتا بعد السبعين.. بين إرشادات الفحص وتعقيدات العلاج المتقدم

تزداد التحديات الطبية مع تقدم الرجال في العمر، وخاصة عندما يتعلق الأمر بـ أورام البروستاتا المنتشرة، حيث تضع فرقة العمل الأمريكية للخدمات الوقائية (USPSTF) -وهي لجنة خبراء مستقلة- إرشادات تنص على عدم إجراء فحوصات روتينية باستخدام اختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA) للرجال الأكبر من 70 عاماً.

ويعود ذلك إلى أن معدل نمو الورم يكون بطيئاً في الغالب في هذه الفئة العمرية، ومع ذلك، ورغم أن الكثير من الرجال قد يتوفون وهم مصابون بالمرض وليس بسببهِ، فإن هناك حالات يُكشَف عنها في مراحل متأخرة تكون الأعراض قد ظهرت فيها بوضوح.

الفحص والتشخيص بعد السبعين

إجراء فحص PSA لمن هم فوق السبعين يتم غالباً خارج نطاق الإرشادات الرسمية وبعد نقاش بين الطبيب والمريض، في حالات كثيرة يُكتشف الورم المنتشر بعد ظهور أعراض مثل صعوبة التبول أو الإرهاق أو آلام العظام، ورغم أن آخر تحديث لإرشادات USPSTF يعود إلى عام 2018 فإن ارتفاع متوسط الأعمار يدفع الخبراء إلى انتظار تحديث جديد يوازن بين الفوائد والمخاطر.

بعد ارتفاع نتائج PSA، يلجأ الأطباء عادةً إلى أخذ خزعة بالإبرة وفحص المستقيم الرقمي (DRE) للكشف عن أي كتلة غير طبيعية، كما أصبح التصوير بالرنين المغناطيسي من الوسائل المتقدمة التي تساعد في توجيه الخزعات بدقة أكبر.

تحديد درجة خطورة الورم

يُعد Gleason score من الأدوات التقليدية لتقييم خطورة الورم وقد تطور إلى نظام تصنيف جديد من خمس درجات (Grade Group 1 إلى Grade Group 5)، هذا النظام يساعد الأطباء على التفريق بين الأورام الأقل عدوانية وتلك التي تميل للانتشار بسرعة.

تسريع إجراءات اعتماد دواء جديد لعلاج ورم البروستاتا المتقدمتحديد درجة خطورة الورم

كما يتم اللجوء إلى فحوص جينية مثل BRCA1 و BRCA2 إذ أن وجود طفرات وراثية يرفع احتمال عدوانية الورم ويؤثر على الخطة العلاجية وكذلك على أفراد العائلة.

الكشف عن الانتشار داخل الجسم

في الماضي كان الاعتماد على الأشعة المقطعية وفحص العظام للبحث عن الانتشار لكن الأطباء اليوم يعتمدون بشكل متزايد على فحص PSMA، وهو بروتين يظهر بكثرة على سطح الخلايا المصابة، هذا الفحص يتيح رؤية بؤر صغيرة جداً لم تكن تظهر بالطرق التقليدية وبناءً على عدد البؤر المكتشفة يُصنّف المرضى إلى فئة منخفضة أو عالية الانتشار.

الخيارات العلاجية المتاحة

النهج العلاجي يعتمد على درجة الانتشار، غالباً ما يبدأ الأطباء بعلاج مزدوج يشمل عقاراً يوقف إنتاج هرمون التستوستيرون مثل Lupron، مع دواء آخر من فئة androgen receptor pathway inhibitors (ARPIs) مثل Xtandi أو Nubeqa أو Erleada أو Zytiga.

في حال استمرار تقدم الورم يمكن إضافة العلاج الكيميائي لتصبح الخطة ثلاثية، أما المرضى الذين تُظهر خلاياهم مستويات مرتفعة من PSMA فيمكن علاجهم باستخدام تقنية Lutetium-177 radioligand التي تستهدف الخلايا مباشرة بجسيمات مشعة، وهناك خيار آخر هو العلاج الموجه للبؤر المنتشرة باستخدام أشعة مركزة خصوصاً في حالات الانتشار المحدود.

تقنية جديدة لتشخيص أورام البروستاتا توفر الوقت والتكلفةالخيارات العلاجية المتاحة

العلاجات الموجهة والآفاق المستقبلية

اختبارات الطفرات الجينية تفتح الباب أمام ما يُعرف بالعلاجات الموجهة، على سبيل المثال المرضى الحاملون لطفرات BRCA يمكن أن يستفيدوا من أدوية مثل Lynparza أو Rubraca، كما أن وجود طفرات أخرى مثل Microsatellite instability يجعل المريض مؤهلاً لعلاج مثل Keytruda.

الآفاق العلاجية تتحسن بشكل ملحوظ فقد أصبح من الممكن أن يعيش بعض المرضى أكثر من عشر سنوات مع الورم المنتشر، كما بدأت الدراسات تثبت جدوى توجيه العلاج إلى غدة البروستاتا نفسها حتى مع وجود انتشار وهو ما لم يكن يُطبق في الماضي.