تحذير أممي: أكثر من 54 ألف طفل في غزة على حافة الموت جوعا
في الوقت الذي بدأت فيه قوافل المساعدات الإنسانية تتدفق إلى قطاع غزة بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، ثم توقيع اتفاق وقف الحرب في شرم الشيخ بمصر الأثنين الماضي، كشفت دراسة جديدة للأمم المتحدة عن أرقام صادمة حول تفاقم أزمة الجوع بين أطفال القطاع، حيث يعاني أكثر من 54 ألف طفل من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم.
دراسة أممية تكشف أبعاد الأزمة الإنسانية
حذّرت دراسة جديدة صادرة عن الأمم المتحدة من أن عشرات الآلاف من أطفال غزة يواجهون خطر الجوع المهدد للحياة، في ظل استمرار أزمة الغذاء للعام الثاني على التوالي.
دراسة أممية تكشف أبعاد الأزمة الإنسانية
ووفقاً لتقديرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (UNRWA) فإن نحو 54,600 طفل أقل من 5 سنوات في قطاع غزة يعانون من سوء تغذية حاد، من بينهم أكثر من 12,800 طفل مصابون بالهزال الشديد وهو أحد أخطر أشكال سوء التغذية التي قد تكون قاتلة في غياب الرعاية الطبية.
أوضحت التي نُشرت في The Lancet في الثامن من أكتوبر، أن 16% من الأطفال بين عمر ستة أشهر وخمس سنوات يعانون من الهزال الحاد حتى منتصف أغسطس الماضي، بناءً على فحوصات أجريت لنحو 220 ألف طفل في عيادات ومراكز طبية في مختلف مناطق القطاع بين يناير وأغسطس 2024.
وقالت ماسكو هورينو، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن عشرات الآلاف من الأطفال في غزة يعانون من سوء تغذية يمكن الوقاية منه، ويواجهون خطراً متزايداً للوفاة، ما لم تُقدّم لهم مساعدات عاجلة.
خبراء: الجوع في غزة بلغ مستويات كارثية
أكد الخبراء المشاركون في الدراسة أن النتائج تعكس ما كانت تحذر منه منظمات الإغاثة الدولية منذ شهور، مشيرين إلى أن نقص الغذاء في غزة وصل إلى مستوى الأزمة الإنسانية.
وفي تعليق مرفق بالدراسة، كتب كل من جيسيكا فانزو من جامعة كولومبيا، وبول وايز من جامعة ستانفورد، وذو الفقار بوتا من جامعة آغا خان في باكستان، أن البيانات تمثل أحد أكثر الأدلة وضوحًا حتى الآن على الجوع المنتشر في غزة، مضيفين: "لقد أصبح من المؤكد أن أطفال غزة يتعرضون للمجاعة ويحتاجون إلى تدخل إنساني فوري ومستدام".
خبراء: الجوع في غزة بلغ مستويات كارثية
أولويات الأمم المتحدة خلال وقف إطلاق النار
قال صرح توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أن المنظمة تسعى إلى زيادة عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة إلى ما بين 500 و600 شاحنة يوميًا، بالإضافة إلى زيادة توصيلات الغذاء إلى 2.1 مليون شخص و500 ألف شخص يحتاجون إلى مكملات غذائية، خلال الأيام الستين الأولى من وقف إطلاق النار.
وعلى جانب آخر، أعلنت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي عن بدء خطة طارئة لتوزيع أغذية علاجية جاهزة الاستخدام (RUTF) على مراكز الأطفال في شمال ووسط غزة.
وبحسب مسؤولي UNRWA، فإن استقرار الوضع الأمني بعد الاتفاق سمح بعودة الفرق الطبية إلى العمل في نحو 60% من المراكز الصحية المغلقة منذ أشهر ما يُتوقع أن يساهم في الحد من الوفيات المرتبطة بالجوع خلال الأسابيع المقبلة.
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن بدء خطة طارئة لتوزيع أغذية علاجية
ما أبرز علاجات سوء التغذية لدى الأطفال؟
يوضح الأطباء أن الهزال الحاد الناتج عن نقص البروتين والسعرات الحرارية يمكن علاجه في حال تم التدخل مبكرًا، ويشمل العلاج استخدام أغذية علاجية غنية بالطاقة مثل معجون الفول السوداني المقوّى الممزوج بالفيتامينات والمعادن أو الحليب العلاجي (F-100) الذي يُستخدم في المراكز الصحية المجهزة.
كما توصي الأمم المتحدة الأمهات بالاستمرار في الرضاعة الطبيعية وتوفير المياه النظيفة لتجنب الالتهابات المعوية التي تفاقم سوء التغذية.
توفير هذه العلاجات خلال الأسابيع المقبلة بالتوازي مع دخول المساعدات بعد اتفاق شرم الشيخ قد يُنقذ حياة الآلاف من الأطفال الذين كانوا على حافة الموت.
