أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Medicine أن مزيجاً دوائياً جديداً قد يمنح الأمل للرجال المصابين بـ أورام البروستاتا في مراحلها المتقدمة.
فقد تبيّن أن إضافة الدواء الموجَّه نيراباريب (Niraparib) إلى العلاج الهرموني القياسي يقلل من خطر نمو الورم ويؤخر تفاقم الأعراض بشكل ملحوظ، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من طفرات جينية مرتبطة بتطور المرض.
قاد الدراسة الدكتور جيرهارت أتارد، رئيس قسم الأورام الطبية في معهد الأورام بكلية لندن الجامعية، الذي أوضح أن العلاجات القياسية الحالية فعالة لمعظم المرضى لكن هناك فئة صغيرة ولكنها مهمة لا تحقق منها فائدة كافية، الجمع بين العلاج الهرموني ودواء نيراباريب يمكن أن يؤخر عودة الورم ويُطيل فترة البقاء على قيد الحياة".
نتائج واعدة من تجربة دولية
شارك في التجربة نحو 700 مريض من 32 دولة بمتوسط عمر 68 عاماً نصفهم تقريباً يعانون من طفرات في جيني BRCA1 أو BRCA2، تلقى نصف المشاركين المزيج الجديد بينما خضع النصف الآخر للعلاج القياسي مضافًا إليه دواء وهمي بدلاً من نيراباريب، وبعد متابعة استمرت عامين ونصف أظهرت النتائج انخفاض خطر تطور المرض بنسبة 37% لدى من تلقوا المزيج الدوائي وبلغت النسبة 48% بين المرضى المصابين بطفرات في الجينات BRCA.
يُستخدم نيراباريب، المعروف تجارياً باسم Zejula، كمثبط لإنزيم PARP المسؤول عن إصلاح الخلايا المتضررة، يعمل هذا الدواء على تعطيل قدرة الخلايا السرطانية على ترميم نفسها مما يزيد احتمال موتها.
وفي هذه الدراسة، تم الجمع بين نيراباريب والعلاج الهرموني القياسي المكون من أبيراتيرون أسيتات (Zytiga) وبريدنيزون، يقوم أبيراتيرون بتثبيط إنتاج هرمون التستوستيرون الذي يغذي نمو الورم بينما يساعد بريدنيزون على تقليل الآثار الجانبية للعلاج.
ركز الباحثون على المرضى الذين لديهم خلل في الجينات المسؤولة عن إصلاح الحمض النووي والمعروفة باسم إصلاح إعادة التركيب المتماثل (HRR)، وتشمل هذه الجينات BRCA1 وBRCA2 وCHEK2 وPALB2 والتي يؤدي خللها إلى جعل الأورام أكثر عدوانية وانتشاراً.
وأظهرت البيانات أن واحداً من كل 4 رجال مصابين بأورام البروستاتا المتقدم يحمل طفرات في هذه الجينات، ما يجعلهم الفئة الأكثر استفادة من المزيج الجديد.
بيّنت النتائج أن المرضى الذين تلقوا نيراباريب تأخر لديهم تدهور الأعراض إلى ضعف المدة مقارنة بالعلاج القياسي إذ انخفضت نسبة من تدهورت حالتهم من 34% إلى 16%، كما لوحظ اتجاه إيجابي نحو تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة وإن كان الباحثون يشيرون إلى ضرورة متابعة أطول لتأكيد هذه النتيجة.
تحسّن في الأعراض وإطالة فترة الاستقرار
سُجلت بعض الآثار الجانبية بشكل أعلى في مجموعة المزيج خاصة فقر الدم وارتفاع ضغط الدم، حيث احتاج نحو 25% من المرضى إلى نقل دم، كما لوحظت 14 حالة وفاة مرتبطة بالعلاج في مجموعة المزيج مقابل 7 حالات في المجموعة المقارنة إلا أن معدلات التوقف عن العلاج بقيت منخفضة.
وأكد الدكتور أتارد أن هذه النتائج "تؤكد أهمية إجراء فحوصات جينية شاملة عند التشخيص لتحديد المرضى الذين يمكن أن يستفيدوا من العلاجات الموجَّهة".
وأضاف: "بالنسبة للمرضى الذين لديهم طفرات في جينات HRR يجب على الأطباء مناقشة الخيارات العلاجية الجديدة مع مراعاة موازنة الفوائد الواضحة لتأخير المرض مع مخاطر الآثار الجانبية".