أكدت دراسة عُرضت في الاجتماع السنوي لجمعية الأطفال الأمريكية (AAP) أن الفحص الروتيني لأعراض الربو بين الأطفال خاصة في المناطق التي ينتشر فيها المرض يمكن أن يؤدي إلى تحسين دقة التشخيص والكشف المبكر عن الحالات غير المعروفة.
أجرت الدكتورة كارين جاناسيوس، من مؤسسة MedStar Health في واشنطن، وفريقها البحثي تحليلًا شمل 650 طفلًا تتراوح أعمارهم بين عامين فأكثر يعيشون في مناطق حضرية تشهد معدلات مرتفعة من الإصابة بالربو.
تفاصيل الدراسة ومجتمع البحث
شارك هؤلاء الأطفال في فحص شامل عبر برنامج "Kids Medical Mobile Clinic" حيث خضعوا لاختبار موحد يُعرف باسم Asthma Risk and Control Screen لتقييم مستوى الخطر والسيطرة على المرض.
أظهرت النتائج أن 17.7% من الأطفال المشاركين كانوا قد شُخِّصوا مسبقًا بالربو بينما أبلغ 35% من الأطفال الذين لم يُشخَّصوا من قبل عن وجود عامل خطر واحد على الأقل يرتبط بالربو.
ومن بين هؤلاء، تم تشخيص نحو 24% بالربو بعد إجراء فحوص إضافية أي ما يعادل 7.8% من إجمالي الأطفال الذين خضعوا للفحص.
وتوضح النتائج أن نسبة كبيرة من الحالات المصابة كانت غير معروفة للأسر أو لم يتم رصدها في الفحوص الدورية المعتادة.
كشفت الدراسة أيضًا أن البيئة المنزلية تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم أعراض الربو، فقد أبلغ أكثر من ثلث الأطفال الذين لديهم تشخيص سابق بالربو (38%) عن وجود مخاطر بيئية داخل منازلهم مثل الرطوبة أو العفن أو التدخين السلبي.
كما تبين أن 52% من الأطفال الذين ظهرت لديهم أعراض ربو دون أن يكون لديهم تشخيص رسمي يعيشون في منازل ذات جودة سكنية منخفضة.
البيئة المنزلية عامل مؤثر في الإصابة
قالت الدكتورة جاناسيوس في بيان صحفي: "في المجتمعات التي ينتشر فيها الربو يمكن أن يشكل الفحص الروتيني لأعراض المرض والعوامل البيئية القابلة للتعديل خطوة أساسية لتحسين النتائج الصحية وتقليل الفجوات في الرعاية".
وأضافت أن تطبيق هذه البرامج بانتظام في المدارس والعيادات المجتمعية سيساعد في الكشف المبكر عن الأطفال الأكثر عرضة للإصابة ويمنح الأطباء فرصة للتدخل في الوقت المناسب من خلال تحسين البيئة المنزلية ووضع خطط علاج وقائية.
تشير الدراسة إلى أن تعزيز التوعية بين أولياء الأمور حول أهمية الفحص المنتظم لأعراض الربو يمكن أن يسهم في تجنب المضاعفات الخطيرة وتحسين جودة الحياة للأطفال.
كما تدعو النتائج إلى تعاون أكبر بين الأطباء وأسر الأطفال في مراقبة الأعراض البيئية مثل الغبار والعفن والعمل على تقليلها داخل المنازل كجزء من خطة الوقاية الشاملة.