لماذا عليك تناول المكرونة والخبز قبل الجري؟

إذا كنت تحتار في الطعام الذي تريد تناوله قبل الجري، فدراسة علمية حديثة كشفت أن تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات قبل ممارسة الجري يمكن أن يحسّن الأداء البدني بشكل ملحوظ لتؤكد بذلك أن "المكرونة قبل التمرين" ليست عادة قديمة فحسب بل وسيلة فعالة لدعم الطاقة أثناء المجهود الرياضي.

الكربوهيدرات ليست العدو

الكربوهيدرات الصحيحة لفقدان الوزنالكربوهيدرات ليست العدو

لطالما ارتبطت الأنظمة الغذائية الحديثة بتقليل تناول الكربوهيدرات لكن نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة Journal of Applied Physiology، تشير إلى أن تجنّبها قبل التمارين الطويلة قد يكون خطأً شائعًا.

ويؤكد الباحثون أن العضلات تعتمد بشكل رئيسي على الكربوهيدرات كمصدر للطاقة في فترات الجهد الممتد أو المكثّف مما يجعلها ضرورية للرياضيين والعدّائين قبل خوض سباق أو تمرين قوي.

تجربة علمية توضح دور الكربوهيدرات

أجرى باحثو معهد ماري ماكيلوب للأبحاث الصحية في الجامعة الكاثوليكية الأسترالية تجربة شملت مجموعة من العدّائين المحترفين الذكور، طُلب منهم تناول وجبة خالية من السعرات أو خالية من الكربوهيدرات قبل وأثناء الجري كما تناولوا مادة النيكوتينيك أسيد لمنع الجسم من استخدام الدهون كمصدر للطاقة.

وخلال التجربة لاحظ العلماء أن منع الجسم من حرق الدهون لم يؤثر على فترة الإرهاق أو على قدرة العدّائين على الاستمرار في الجري بينما ظلّت الكربوهيدرات هي المصدر الأساسي للطاقة طوال فترة النشاط.

الطاقة الطويلة تأتي من النشويات

أوضحت جيل ليكي، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن الجري لمسافات طويلة يعتمد بدرجة كبيرة على توافر الكربوهيدرات في الجسم، مضيفة أن العدّائين المحترفين يجب أن يركّزوا على استراتيجيات غذائية تعزّز مخزون الكربوهيدرات قبل وأثناء المنافسة خصوصًا في السباقات التي تمتد حتى 90 دقيقة.

وقالت "ليكي": "تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات قبل الجري يساهم في تحسين الأداء ويؤخر الشعور بالتعب بينما الاعتماد على الدهون كمصدر أساسي للطاقة قد لا يكون كافيًا في التمارين المكثفة".

كم عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم عند الجري؟تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات قبل الجري يساهم في تحسين الأداء 

نصيحة للجميع وليس للمحترفين فقط

وأشارت الباحثة إلى أن هذه التوصية لا تخص العدّائين المحترفين فحسب بل تنطبق أيضًا على من يفضلون ممارسة الجري الخفيف أو الركض في الهواء الطلق.

فالمسألة لا تتعلق بسرعة الجري بل بشدة التمرين، أي النسبة بين الجهد المبذول والقدرة القصوى للجسم على استهلاك الأكسجين، فعند ارتفاع شدة التمرين يزداد اعتماد العضلات على الكربوهيدرات كمصدر أساسي للطاقة مما يجعل تناولها قبل الجري خطوة مهمة للحفاظ على الأداء والنشاط.

بعبارة أخرى، لا تتردد في تناول وجبتك المفضلة من المكرونة أو قطعة من الخبز قبل الجري فهي ليست رفاهية غذائية بل وسيلة علمية فعالة لدعم الجسم بالطاقة اللازمة.