أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة JAMA Network Open أن استخدام السترات المثقلة أو ممارسة تمارين المقاومة لا يقي من فقدان الكثافة العظمية في منطقة الورك المرتبط بـ فقدان الوزن لدى كبار السن المصابين بالسمنة، وتدحض هذه النتائج فرضية شائعة مفادها أن تعويض الوزن المفقود بوسائل خارجية أو زيادة التحميل الميكانيكي على العظام يمكن أن يحافظ على صحتها أثناء برامج تقليل الوزن.
فقدان الوزن لدى كبار السن
قاد فريق البحث الدكتورة كريستين إم. بيفرز من كلية الطب بجامعة Wake Forest في نورث كارولاينا، وأجرى تجربة سريرية عشوائية أحادية التعمية شملت 150 شخصاً من كبار السن المصابين بالسمنة تم توزيعهم إلى ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى: اتبعت نظامًا غذائيًا لإنقاص الوزن (WL) يهدف إلى خفض الوزن بنسبة 10% مع ضمان كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين D والبروتين.
المجموعة الثانية: اتبعت نفس النظام الغذائي مع ارتداء سترات مثقلة لمدة ثماني ساعات يومياً (WL + VEST).
المجموعة الثالثة: جمعت بين الحمية وممارسة تمارين المقاومة ثلاث مرات أسبوعيًا (WL + RT).
أكمل التجربة 133 مشاركًا وجميعهم حققوا فقداناً ملحوظاً في الوزن تراوح بين 9.0 إلى 11.2 بالمئة خلال 12 شهراً.
دراسة سريرية على مدار عام كامل
رغم اختلاف النهج المتبع في كل مجموعة أظهرت النتائج انخفاضًا مشابهًا في كثافة العظام في منطقة الورك لدى جميع المشاركين، فقد انخفضت الكثافة الحجمية النسيجية لعظام الورك (trabecular volumetric bone mineral density) بمعدل تراوح بين –1.2% إلى –1.9% خلال عام واحد ولم تُظهر النتائج أي فارق ذي دلالة بين مجموعة السترات المثقلة ومجموعة الحمية وحدها، كما ثبت أن فعالية السترات لا تتفوق على تمارين المقاومة.
نتائج مماثلة ظهرت عند قياس الكثافة العظمية باستخدام مؤشر المساحة (areal bone mineral density) ما يعزز من موثوقية النتائج ويشير إلى تأثير ثابت بغض النظر عن وسيلة التحميل الميكانيكي.
علقت الدكتورة بيفرز على النتائج قائلة: "كنا نأمل أن يؤدي تعويض الوزن المفقود خارجيًا أو زيادة التحميل عبر التمارين الرياضية إلى حماية العظام لكن نتائجنا تشير إلى أن هذه الاستراتيجيات وحدها قد لا تكون كافية".
ويأتي هذا الاكتشاف في وقت يتزايد فيه اهتمام الأطباء بموازنة فوائد فقدان الوزن مع المخاطر المحتملة خصوصاً فقدان الكتلة العظمية الذي قد يزيد من خطر الكسور لدى كبار السن.
نظرة مستقبلية للعلاج الوقائي
تشير الدراسة إلى ضرورة تطوير استراتيجيات أكثر شمولًا لحماية العظام أثناء فقدان الوزن قد تشمل دمج تقنيات تمرين أكثر تخصصًا أو تدخلات دوائية، كما تؤكد على أهمية المتابعة الدقيقة لـ صحة العظام لدى كبار السن الذين يتبعون برامج تخفيض الوزن خاصة في ظل انتشار استخدام الوسائل المساعدة مثل السترات المثقلة دون أدلة كافية على فعاليتها في هذا السياق.
وتجدر الإشارة إلى أن البيانات الإحصائية الواردة في الدراسة تعكس توجهات عامة ولا تنطبق على جميع الأفراد لذلك ينصح دائماً بالحصول على مشورة طبية شخصية قبل اتخاذ أي قرارات تتعلق بالصحة أو بالعلاج.