أعلنت شركة نستله، إحدى كبرى شركات الأغذية العالمية، التزامها الطوعي بإزالة الألوان الصناعية من جميع منتجاتها في الولايات المتحدة بحلول منتصف العام المقبل، في خطوة تعكس استجابة متزايدة للمخاوف الصحية المرتبطة بهذه المكونات.
قال مارتى طومسون، الرئيس التنفيذي لنستله في الولايات المتحدة، في بيان رسمي: "نحن نسعى دائماً لتقديم خيارات شهية وجذابة لمستهلكينا ومع تطور تفضيلاتهم الغذائية واحتياجاتهم الصحية نواكب هذا التطور".
وأوضحت نستله أن 90% من منتجاتها في السوق الأمريكية باتت بالفعل خالية من الأصباغ الاصطناعية، مشيرةً إلى أن جهودها في إزالة هذه المواد بدأت منذ أكثر من عشر سنوات.
نستله تقود التغيير نحو منتجات أكثر أماناً
لا تُعد نستله وحدها في هذا التوجه إذ أعلنت شركات أخرى مثل Kraft Heinz وGeneral Mills عن خطط مماثلة لإزالة الألوان الصناعية من منتجاتها في الولايات المتحدة بحلول عام 2027، وذكرت شركة General Mills أنها ستزيل الأصباغ الاصطناعية من حبوب الإفطار التي تنتجها ومن جميع الأطعمة المقدمة في المدارس الأمريكية من الروضة حتى الصف الثاني عشر بحلول منتصف عام 2026، كما أعلنت شركة J.M. Smucker Co. نيتها إنهاء استخدام الألوان الصناعية في جميع منتجاتها مع نهاية عام 2027، وفقًا لتقارير إعلامية.
تواجه الألوان الغذائية المصنوعة من مشتقات البترول مثل Red No. 3 وRed No. 40 وYellow No. 5 وBlue No. 1 انتقادات متزايدة بسبب ارتباطها بعدة مشكلات صحية محتملة من بينها الحساسية والأورام غير الحميدة وتغيرات في السلوك، وعلى الرغم من عقود من التدقيق العلمي والتنظيمي فقد استمرت هذه المواد في التواجد بكثرة في المنتجات الموجهة للأطفال.
وكانت الحكومة الأمريكية قد حظرت في يناير الماضي استخدام مادة Red No. 3 في الأغذية وذلك بعد نحو 35 عاماً من منع استخدامها في مستحضرات التجميل بسبب مخاطرها المحتملة في التسبب بالأورام غير الحميدة.
استخدام مادة Red No. 3 في الأغذية تسبب الأورام غير الحميدة
برز وزير الصحة الأمريكي، روبرت ف. كينيدي الابن، كأحد أبرز المنتقدين لاستخدام الألوان الصناعية حيث أعلن في أبريل الماضي إلى جانب مفوض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) مارتي مكاري عن مطالبة الشركات الغذائية بإزالة هذه الأصباغ بحلول نهاية العام المقبل واستبدالها بمكونات طبيعية.
وقال "مكاري" في بيان رسمي: "نواجه وباءً جديداً من مرض السكري لدى الأطفال والسمنة والاكتئاب واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، ومع تزايد القلق بين الأطباء والآباء بشأن دور الأصباغ البترولية في هذه الحالات لا ينبغي أن نغامر وعلينا أن نبذل كل ما في وسعنا لحماية صحة أطفالنا".
وأظهرت نتائج استطلاع أجرته AP-NORC ونقلته شبكة CBS News أن حوالي ثلثي الأمريكيين يؤيدون تقييد أو إعادة صياغة الأطعمة المعالجة لإزالة الأصباغ المضافة.
مرض السكري لدى الأطفال
في ظل هذا الزخم بدأت بعض الولايات في اتخاذ خطوات تنظيمية خاصة بها، فقد حظرت كل من كاليفورنيا ووست فرجينيا استخدام الألوان الصناعية في الأطعمة المقدمة في المدارس، بينما وقّع حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت، في أواخر يونيو قانوناً جديداص يُلزم بوضع ملصقات تحذيرية على الأغذية التي تحتوي على ألوان أو مضافات صناعية ينص على أن هذه المكونات "غير موصى بها للاستهلاك البشري".