كشفت دراسة جديدة قُدمت في الاجتماع السنوي لـAmerican Society for Nutrition أن العادات الغذائية التي يتبعها الرجال في سن المراهقة لا تؤثر فقط على صحتهم الشخصية بل تلعب دوراً حاسماً في تشكيل سلوكياتهم كآباء في المستقبل خصوصاً فيما يتعلق بغذاء أطفالهم.
ووفقاً للباحثة ماريان دي أوليفيرا، الزميلة لما بعد الدكتوراه في كلية بوسطن، فإن الآباء الذين تناولوا طعاماً صحياً في سن المراهقة كانوا أكثر ميلًا لتشجيع عادات غذائية إيجابية لدى أطفالهم.
أظهرت نتائج الدراسة أن الرجال الذين طوروا نمطاً غذائياً صحياً في سنوات المراهقة كانوا أكثر قدرة على تقديم نموذج إيجابي للأطفال من حيث خيارات الطعام وأيضاً أكثر حرصاً على مراقبة استهلاك أطفالهم للأطعمة غير الصحية مثل الحلويات والمقرمشات.
وقد وصفت دي أوليفيرا ذلك قائلة: "هؤلاء الآباء كانوا بارعين في تقديم القدوة من خلال تطبيق عادات غذائية سليمة ومراقبة ما يتناوله أطفالهم من أطعمة ضارة".
التأثير الإيجابي يبدأ قبل ولادة الطفل
شملت الدراسة بيانات 669 رجلًا كانوا في الأصل جزءًا من دراسة أُجريت على أبناء الممرضات في تسعينيات وأوائل الألفينات، أجاب هؤلاء على استبيانات غذائية خلال فترة المراهقة ثم شاركوا مجدداً في استبيانات خاصة بغذاء أطفالهم بين عامي 2021 و2022 بعد أن أصبح لديهم أبناء تتراوح أعمارهم بين عام وستة أعوام.
واعتمد الباحثون في تقييم جودة النظام الغذائي على مؤشر يُعرف باسم Healthy Eating Index الذي يقيس مدى التزام الأشخاص بنمط غذائي صحي من خلال التركيز على استهلاك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والألبان والبروتينات قليلة الدسم مقابل الحد من السكريات المضافة والدهون المشبعة والحبوب المكررة والصوديوم.
يُنصح بالتركيز على استهلاك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة
أشارت النتائج إلى أن نحو 44% من الرجال اتبعوا نظاماً غذائياً ضعيفاً في المراهقة فيما شهدت جودة النظام الغذائي تراجعاً لدى 40% آخرين بينما تحسنت لدى 16%.
المثير للاهتمام أن أولئك الذين تحسنت عاداتهم الغذائية خلال فترة المراهقة كانوا أكثر احتمالًا بنسبة 90% إلى تقديم نموذج غذائي صحي لأطفالهم كما كانوا أكثر احتمالًا بنسبة 60% لمراقبة ما يأكله أطفالهم.
وقد انعكس ذلك بشكل واضح على تغذية الأطفال إذ كان أبناء هؤلاء الآباء أكثر التزاماً بتناول الكميات اليومية الموصى بها من الفواكه والخضروات مقارنة بأبناء الآباء الذين لم يكن لديهم نمط غذائي صحي في سن المراهقة.
تحسن النظام الغذائي في المراهقة يُحدث فرقاً لاحقاً
تقول دي أوليفيرا: "العادات الغذائية الصحية التي تتشكل خلال مرحلة المراهقة لا تفيد الفرد فقط، بل تؤثر في سلوكياته كأب في المستقبل وتُسهم في تحسين تغذية الجيل التالي".
وأضافت أن هذا الاكتشاف يُعد مهمًا في ظل تزايد القلق حول السمنة لدى الأطفال والعادات الغذائية السيئة، الاستثمار في تغذية المراهقين بما في ذلك الذكور يمكن أن يُحدث تأثيراً طويل الأمد وعبر أجيال متعاقبة.