هل تشعر دائما بأنك عبء على أحبائك؟ 6 خطوات علاجية

يشعر كثيرون، خاصةً من فئة الشباب، بأنهم يشكّلون عبئاً على من يحبونهم سواء كانوا أصدقاء أو أفراد عائلة أو شركاء عاطفيين، ووفقاً لجمعية American Psychological Association فإن 71% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً لا يتحدثون عن ضغوطهم النفسية خوفاً من أن يُثقلوا على غيرهم، هذه المشاعر تترك آثاراً عميقة وتؤدي إلى الانطواء وتمنع الفرد من التعبير عن احتياجاته بشكل صريح.

ما هو شعور "العبء العاطفي"؟

يعني هذا الشعور أن الشخص يعتقد أن طلباته ومشاعره مرهقة أو مزعجة للآخرين حتى مع تأكيدات من أحبّائهم بأنهم لا يشعرون بذلك يبقى القلق حاضرًا ويصعب التخلص منه، وغالبًا ما يُعرف هذا الإحساس في الأوساط النفسية باسم "burden complex" وهو يرتبط بالقلق والخوف من الرفض وأحياناً حتى برغبة لاواعية في الانسحاب الكامل من العلاقات ما قد يزيد من خطر الإصابة بـ الاكتئاب أو التفكير في إيذاء النفس.

4 أسباب للشعور بالاكتئاب الليليما هو شعور "العبء العاطفي"؟

الأسباب النفسية والاجتماعية للشعور بأنك عبء

علاقات سابقة سامة

التجارب السلبية مع أشخاص قللوا من أهمية مشاعرك أو رفضوا تقديم الدعم عند الحاجة تزرع داخلك اعتقاداً بأن التعبير عن الضعف أمر غير مقبول.

التربية في بيئة قاسية

إذا نشأت في منزل يُشجع على "التحمل" ويقلل من أهمية المشاعر فمن المرجح أنك ترى طلب المساعدة كنوع من الفشل أو الأنانية.

ضغوط المجتمع

العديد من الثقافات تمجّد الاستقلالية وتُعيب على من يطلب الدعم العاطفي خصوصاً من ينتمون إلى فئات مهمّشة أو أصحاب الأمراض المزمنة.

الكمالية

السعي الدائم للكمال يولد ضغطاً خفياً لعدم الخطأ أو الضعف وحين تعجز عن ذلك تشعر بأنك لا تستحق الدعم.

التوتر المستمر

الضغوط الحياتية مثل العمل والدراسة والعلاقات تجعل طلب الدعم يبدو وكأنه عبء إضافي على الآخرين.

ارتفاع هرمونات التوتر بالجسم يؤثر سلبًا في الدماغالتوتر المستمر

القلق والاكتئاب

الحالتان تسهمان بشكل مباشر في الشعور بأنك غير محبوب أو مزعج، حيث يميل المصابون إلى تفسير ردود الأفعال المحايدة على أنها سلبية.

كيف يظهر هذا الشعور داخل العلاقات؟

حين تشعر بأنك عبء على من تحب غالباً ما تنسحب عاطفياً في محاولة لحمايتهم من "ألمك"، وهذا يؤدي إلى زيادة التباعد بدلاً من التقارب، فبدلًا من أن تتيح الفرصة لعلاقة صحية تقوم على التبادل والدعم تصبح حبيس قلقك وخوفك من أن تُرفَض بسبب مشاعرك.

خطوات عملية لتجاوز الشعور بالعبء

راقب أفكارك

عندما تراودك أفكار مثل "أنا مزعج" أو "أنا عبء" توقف واسأل نفسك: هل لديّ دليل حقيقي على ذلك؟ هل كنت سأقول هذا لصديق لو كان في مكاني؟

خطوات عملية لتجاوز الشعور بالعبءراقب أفكارك

تواصل بصدق

تحدث إلى من تثق بهم واطلب إذنهم لبدء محادثة صادقة، غالباً ما يشعر الآخرون بالامتنان حين يُمنحون مساحة للاستماع والمساندة.

اطلب الدعم تدريجياً

ابدأ بطلبات بسيطة وتأكد أن علاقتك بالآخرين لا يجب أن تكون من طرف واحد فقط.

تعلّم التعاطف مع نفسك

بدلًا من جلد الذات حاول أن تتحدث إلى نفسك بلغة أكثر رحمة وتفهّم هذا سيساعدك على بناء علاقة أكثر توازناً مع ذاتك والآخرين.

خصص وقت لما تحب

ممارسة هواياتك والأنشطة التي تجلب لك السعادة تُعيد بناء احترامك لذاتك وتذكّرك بأنك أكثر من مجرد شخص يحتاج المساعدة.

اطلب العلاج عند الحاجة

مشاعر العبء قد تكون ناتجة عن حالات مثل anxiety أو depression، الحصول على الدعم النفسي المتخصص يساعد في تغيير الأفكار المشوَّهة عن الذات والعلاقات.