يحتاج الرجال إلى بذل جهد أكبر خلال ممارسة التمارين الرياضية للوصول إلى نتائج صحية معينة، على عكس النساء اللاتي يمكنهن تحقيق فوائد مماثلة، وربما أكبر، بجهد أقل، ما يُعزز من كفاءة استجابتهن للتمرين وقدرتهن على التحمل.
كشفت دراسة طبية عام 2024 -نُشرت في مجلة كلية الطب الأمريكية لأمراض القلب- عن وجود اختلافات جوهرية في استجابة الجسم للتمارين الرياضية بين الرجال والنساء، حيث أظهرت النتائج أن النساء يحققن فوائد صحية أكبر بمجهود أقل مقارنة بالرجال.
كيف تستفيد النساء من التمارين؟
أظهرت الدراسة التي نُشرت بعنوان "الاختلافات بين الجنسين في ارتباط النشاط البدني بجميع الأسباب والوفيات القلبية الوعائية"، أن ممارسة النساء للتمارين الرياضية لمدة 140 دقيقة أسبوعياً فقط كافية لتقليل خطر الوفاة المبكرة لديهن بنسبة 18%، بينما يحتاج الرجال إلى 300 دقيقة أسبوعياً لتحقيق نفس المستوى من الحماية.
وشملت الدراسة التي أجراها الدكتور هونغوي جي من مستشفى جامعة تشينغداو، أكثر من 412 ألف بالغ أمريكي يتمتعون بصحة جيدة، خلال الفترة من 1997 إلى 2017، وأظهرت المتابعة أنه بحلول عام 2019، توفي 40 ألف مشارك، بينما أصيب 11 ألفاً بأمراض القلب والأوعية الدموية، حسب صحيفة Times of India.
وأكد الدكتور هونغوي أن الهدف من الدراسة ليس تشجيع النساء على ممارسة أقل من الرياضة، بل حثّ اللاتي لا يمارسن نشاطاً بدنياً كافياً على البدء في ممارسة الرياضة، بسبب الفوائد الكبيرة التي يمكن أن يحققنها حتى بجهد محدود.
لماذا تحقق النساء استفادة أكبر؟
يرجع العلماء هذه الاختلافات إلى عوامل بيولوجية عدة، حيث يلعب هرمون الإستروجين دوراً مهماً في تعزيز صحة الأوعية الدموية وتسريع تعافي العضلات لدى النساء، إضافةً إلى ذلك، تمتلك النساء نسبة أعلى من الألياف العضلية بطيئة الانقباض التي تعزز القدرة على التحمل، على عكس الرجال الذين يتمتعون بكتلة عضلية أكبر بشكل عام.
هذه النتائج تؤكدها تقارير أخرى، بما في ذلك تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" عام 2025، الذي أبرز قدرة النساء على الصمود والتعافي بسرعة أكبر من الرجال، ما يعزز الفوائد الوقائية للتمارين الرياضية لديهن.