كيف تسيطر حمية الكيتو على نوبات الصرع عند الأطفال؟ 3 شروط لنجاحها

تُعد حمية الكيتو واحدة من أقدم العلاجات الطبية المستخدمة للصرع منذ عام 1921 ولا زالت حتى اليوم تُستخدم في مراكز طبية متقدمة مثل Johns Hopkins لعلاج بعض أنواع الصرع في الطفولة خاصة الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الدوائية التقليدية، يقوم هذا النظام الغذائي على زيادة الدهون بشكل كبير مقابل تقليل الكربوهيدرات إلى الحد الأدنى بهدف تغيير طريقة حصول الدماغ على الطاقة.

نظام الكيتو يساعد على تخفيف أعراض الاكتئاب بنسبة 70%حمية الكيتو ودورها في علاج الصرع لدى الأطفال

تأثير حمية الكيتو على متلازمة دوس

يقول أطباء الأعصاب في "Johns Hopkins Children’s Center" إن حمية الكيتو تُعد خيارًا فعالًا في بعض اضطرابات الطفولة النادرة ومنها متلازمة دوس (Doose syndrome)، وهو نوع من الصرع المعمّم الذي قد يؤدي إلى تأخر في التطور عند عدم علاجه بشكل مناسب، وغالبًا ما تشمل هذه الحالات أنواعًا متعددة من النوبات مثل:

-نوبات السقوط المفاجيء

-نوبات الغياب القصيرة

-الارتعاش في الجفون أو الأطراف

هذه الأنماط تجعل من الصعب السيطرة على المرض باستخدام دواء واحد فقط ما يدفع الأطباء إلى الجمع بين العلاج الدوائي والنظام الغذائي.

بخاخ أنفي لعلاج نوبات الصرع لدى الأطفالعلاج نوبات الصرع لدى الأطفال

لماذا ينجح نظام الكيتو؟

تشير بيانات Epilepsy Foundation- وهي مؤسسة أمريكية متخصصة في دعم الأشخاص المصابين بالصرع- إلى ما يلي:

-أكثر من 50% من الأطفال الذين يخضعون لحمية الكيتو تنخفض لديهم النوبات بنسبة 50% أو أكثر.

-نحو 15% قد يتوقف لديهم الصرع تمامًا ويصبحون بلا نوبات.

كما يعالج فريق الصرع في "Johns Hopkins" آلاف الحالات منذ التسعينيات باستخدام هذا النظام، ويشير الخبراء إلى أن نتائجه تكون مميزة بشكل خاص في أنواع معينة من الصرع المعمّم في سن الطفولة.

التفسير العلمي يكمن في أن تقليل الكربوهيدرات يدفع الجسم إلى استخدام الدهون كمصدر للطاقة مما يؤثر في الإشارات الكهربائية في الدماغ ويقلل من فرط النشاط المرتبط بالنوبات.

كيف يُطبَّق العلاج غذائيًا؟

تطبيق حمية الكيتو لا يتم بشكل عشوائي بل في بيئة طبية وتحت إشراف فريق متخصص يشمل أطباء الأعصاب وأخصائيي التغذية، ويستلزم الأمر:

-موازنة دقيقة لنسب الدهون والبروتين والكربوهيدرات.

-وزن الوجبات بدقة لضمان الوصول إلى الحالة الكيتونية المنتظمة.

-متابعة مستمرة لمستويات السكر ووظائف الكبد والكلى.

ويشير الأطباء إلى إمكانية تكييف النظام الغذائي ليتناسب مع خلفيات غذائية وثقافية مختلفة بما في ذلك الأنظمة النباتية أو المحدودة الكربوهيدرات بطبيعتها.

نتائج واعدة وآفاق مستقبلية 

وفقًا لخبراء "Johns Hopkins " يُظهر الكثير من الأطفال استجابة سريعة للعلاج قد تصل إلى توقف النوبات خلال أسابيع، كما يمكن لبعضهم التوقف عن الأدوية تدريجيًا عند تحقيق استقرار كامل للحالة، وبعد مدة تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام يمكن للطبيب تقييم إمكانية إيقاف الحمية نهائيًا عند ثبات التحسن.

ويؤكد المتخصصون أن هذه النتائج تجعل حمية الكيتو خيارًا علاجيًا طبيًا موثوقًا في حالات محددة من الصرع خاصة للأطفال الذين لا يستجيبون للعلاج الدوائي وحده ما يفتح بابًا جديدًا أمام الأسر الباحثة عن حلول بديلة وآمنة.