قد تبدو فكرة أن شخصاً ما يعاني من حساسية تجاه التمارين الرياضية أشبه بعذر ساخر لتفادي الذهاب إلى الصالة الرياضية، لكن الحقيقة الصادمة أن هذا الأمر ممكن طبيا بل وقد يكون مهدداً للحياة في بعض الحالات النادرة، إذ أن هناك أشخاص يصابون بأعراض تحسسية خطيرة بعد ممارسة الرياضة وهي حالة تُعرف علمياً باسم Exercise-Induced Anaphylaxis.
من بين الحالات التي سلطت الضوء على هذه الظاهرة، حالة جو أوليري، الذي روى تجربته لمجلة Popular Science، فبعد أن تناول البيتزا مع والدته في ليلة عادية قرر التوجه إلى الصالة الرياضية ومارس التمارين على جهاز الـ"إيليبتكال" لكن بعد نحو 30 دقيقة فقط بدأت تظهر عليه أعراض غريبة ومخيفة.
تمرين رياضي ينتهي في غرفة الطوارئ
يقول "أوليري": "بدأت عيناي تدمعان وواجهت صعوبة في التنفس، وخلال 5 دقائق فقط أصبحت أتنفس بصعوبة شديدة، نظرت في المرآة فوجدت وجهي متورماً بالكامل بما في ذلك عيناي"، تم نقله إلى المستشفى على الفور حيث تم تشخيصه بحالة نادرة من الحساسية الناتجة عن التمارين.
أول حالة طبية موثقة لهذا النوع من الحساسية ظهرت في عام 1979، ومنذ ذلك الحين تم التعرف على مئات الحالات حول العالم، وتشير التقديرات إلى أن هذه الحساسية تصيب حوالي 50 شخصاً من كل 100,000، ومع ذلك لا يزال الأطباء غير قادرين على فهم الآلية الدقيقة وراء حدوثها.
تشير بعض النظريات إلى وجود تفاعل بين ممارسة الرياضة وتناول أنواع معينة من الطعام سواء كان الشخص مدركاً لحساسيته من هذا الطعام أو لا، لكن حتى الآن لم تثبت هذه الفرضيات من خلال دراسات مخبرية قاطعة.
لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من هذه الحساسية ولكن التوصيات الطبية تُشير إلى أن تجنّب تناول الطعام قبل التمرين قد يساهم في تقليل احتمالية الإصابة برد فعل تحسسي، أما في الحالات التي تم تشخيصها رسمياً فيُنصح المرضى بحمل قلم الإيبينفرين (EpiPen) في جميع الأوقات تحسباً لأي نوبة تحسسية مفاجئة، إلى حين الوصول إلى المستشفى.
الوقاية والسيطرة: لا طعام قبل التمرين
ربما يصعب تصديق أن الحساسية من التمارين الرياضية ليست مجرد مزحة لكن الطب الحديث أثبت وجودها، وبينما لا تزال الفرضيات قيد البحث من المؤكد أن الأشخاص المصابين بها يعانون من تحديات حقيقية في التوفيق بين صحتهم البدنية والأنشطة اليومية.
ووسط هذا الجدل، يظل سؤال كبير مطروحاً: هل يمكن أن يصدقك الآخرون إن قلت إنك "حسّاس من الجيم"؟ ربما لا، لكن الحقائق الطبية تقول غير ذلك.