تعيش المرأة خلال الحمل حالة فريدة من التغيّرات الهرمونية والعاطفية التي تجعل استجابتها للمواقف أكثر حساسية من المعتاد، فارتفاع هرموني الإستروجين والبروجستيرون يؤثر بشكل مباشر في مراكز المشاعر داخل الدماغ ما يفسّر سرعة البكاء سواء كان نتيجة الفرح أو التوتر أو الإرهاق أو حتى مواقف بسيطة لا تستدعي عادة هذا القدر من الانفعال.
وتشير دراسات منشورة في مجلات علمية مثل "Psychoneuroendocrinology" إلى أن التحولات الهرمونية قد تزيد من مستوى التوتر وتقلل من القدرة على ضبط الانفعالات وهو ما يجعل المرأة الحامل أكثر عرضة لنوبات بكاء مفاجئة دون وجود سبب واضح أو مباشر، ورغم ذلك يُعد البكاء في هذه المرحلة استجابة طبيعية تتماشى مع ما يحدث داخل الجسم.
التقلبات العاطفية للمرأة الحامل
تظهر الحساسية الزائدة لدى الحامل في مواقف متعددة وقد ترتبط بمؤثرات بسيطة مثل الأفلام والموسيقى والأخبار أو حتى الشعور المفاجئ بالجوع، فالشهية والرغبة الشديدة في الطعام قد ترتبط لدى بعض النساء بنوبات انفعال عاطفي نتيجة التغيرات في مستوى الطاقة وسرعة تأثر الحالة المزاجية.
كما يمكن أن تؤثر العوامل البيئية مثل الإجهاد اليومي أو تغيرات الروتين في معدل تقلب المزاج، فيشعر البعض برغبة مفاجئة في البكاء كردّ فعل طبيعي على الضغوط أو الإرهاق.
أهمية دعم الزوج لزوجته خلال الحمل
خلال الحمل تصبح المواقف العادية أكثر تأثيرًا على الحالة النفسية، فالحساسية تجاه الأصوات والمشاهد المؤثرة والحيوانات أو حتى التفاصيل البسيطة في الحياة اليومية قد تزداد بشكل ملحوظ، ويُرجع الخبراء ذلك إلى التفاعل بين التغيرات الفسيولوجية والاستعداد العاطفي لهذه المرحلة.
تُعد الدموع خلال الحمل جزءًا من عملية التكيف مع مرحلة جديدة مليئة بالتحولات الجسدية والوجدانية، وعلى الرغم من أن بعض الاستجابات قد تبدو مبالغًا فيها فإنها في الأساس تعكس محاولة الجسم لاستيعاب هذه التغيرات، وتؤكد الخبرات الطبية أن هذا البكاء لا يشير إلى ضعف بل يعبر عن نشاط طبيعي للجهاز العاطفي تحت تأثير الهرمونات.