قِصر عنق الرحم علامة لا يجب تجاهلها.. متى يصبح مصدر قلق في الحمل؟
على الرغم من أن معظم النساء لا يفكرن كثيرًا في عنق الرحم إلا أنه يلعب دورًا محوريًا خلال الحمل والولادة، فعنق الرحم - وهو نسيج أسطواني يربط بين المهبل والرحم- يظل مغلقًا طوال الحمل ثم يبدأ في الترقق والانفتاح استعدادًا لمرور الجنين عند الولادة، لكن عندما يكون عنق الرحم أقصر من الطبيعي قد تتساءل المرأة عمّا يعنيه ذلك لصحتها ولصحة طفلها.
تشير دراسات نُشرت في "American Journal of Obstetrics & Gynecology" إلى أن قِصر عنق الرحم قد يرتبط بزيادة خطر الولادة المبكرة لكن بفضل التطور الطبي تتوفر اليوم علاجات فعالة تقلّل من هذه المخاطر بشكل كبير.
قصر عنق الرحم
ما المقصود بقصر عنق الرحم؟
قصر عنق الرحم يعني ببساطة أن طوله أقل من المتوسط، فقبل الحمل وأثناءه يتراوح طول عنق الرحم عادة بين 30 و50 ملم بينما يُعد أقل من 25 ملم أقصر من الطبيعي، هذا القِصر قد يرتبط بحالة تُسمى "عدم كفاءة عنق الرحم" حيث يبدأ العنق بالاتساع أو الترقق قبل موعد الولادة بكثير ما قد يزيد خطر الولادة المبكرة أو حتى فقدان الحمل في بعض الحالات.
هل يؤثر قصر عنق الرحم على حدوث الحمل؟
عادة لا يمنع قصر عنق الرحم المرأة من الحمل لكنه قد يؤثر على قدرة الجسم على الاستمرار في الحمل حتى نهايته الطبيعية، قد يطلب الطبيب إجراء سونار لقياس طول عنق الرحم أو فحصًا للحوض خصوصًا إذا ظهرت علامات قد تشير إلى ولادة مبكرة مثل تقلصات أو آلام أسفل الظهر.
تشخيص وعلاج قصر عنق الرحم
ما أسباب قصر عنق الرحم؟
لا يعرف العلماء سببًا واضحًا لحدوث قصر عنق الرحم لدى بعض النساء لكن هناك عوامل قد تسهم في ذلك:
-تشوهات الرحم مثل الرحم المنقسم (septate uterus) أو الممدد.
-إصابات سابقة لعنق الرحم بعد ولادة صعبة.
-عمليات جراحية لمعالجة نتائج مسحة عنق الرحم غير الطبيعية أو إجراءات مثل الكحت (D&C).
-التهابات أو نزيف قد يؤديان لالتهاب يؤثر على طول العنق.
-الوراثة أو العوامل العرقية؛ فقد أشارت دراسات، مثل تلك المنشورة في "BJOG", إلى أن بعض النساء أكثر عرضة دون سبب معروف.
-التعرض سابقًا لدواء DES الذي كانت تتعرض له بعض الأمهات قديمًا.
كيف يتم تشخيص قصر عنق الرحم؟
إذا ظهرت أعراض الولادة المبكرة مثل انقباضات أو إفرازات غير طبيعية أو ضغط بالحوض قد يطلب الطبيب إجراء سونار مهبلي لقياس طول عنق الرحم بدقة، كما يمكن عمل فحص للحوض للتأكد من عدم بدء فتح العنق.
علاجات قصر عنق الرحم
العلاج يعتمد على طول العنق وعمر الحمل وما إذا كانت المرأة تحمل جنينًا واحدًا أو توأمًا:
المراقبة المنتظمة
إذا كان طول العنق بين 25 و29 ملم قد يوصي الطبيب بمتابعة دورية بالسونار لمراقبة أي تغيّر.
الهرمونات (البروجستيرون)
عندما يقل الطول عن 25 ملم قد يصف الطبيب بروجستيرون عبر تحاميل مهبلية حتى الأسبوع الـ37 للحد من الولادة المبكرة خاصة إذا كانت المرأة تحمل جنينًا واحدًا، وقد يُستخدم الحقن الأسبوعية إذا كان لدى المرأة تاريخ سابق للولادة المبكرة.
ربط عنق الرحم (Cerclage)
إذا كانت الحامل أقل من 24 أسبوعًا وتحمل جنينًا واحدًا يمكن التفكير في ربط عنق الرحم بخيوط أو شريط صناعي لمنع انفتاحه، فالجماع عادة يُمنع خلال وجود هذا الربط.
دعامة عنق الرحم (Arabin pessary)
قطعة صغيرة تُوضع حول العنق لدعمه ومنع انفتاحه وتُعد خيارًا أقل تدخلًا من الجراحة.
ما الذي يجب أن تعرفه المرأة؟
قِصر عنق الرحم ليس أمرًا يمكن الوقاية منه لكنه قابل للعلاج، والمتابعة المبكرة مع الطبيب قد تُحدث فرقًا كبيرًا في الحفاظ على الحمل أطول فترة ممكنة لضمان ولادة طفل بصحة جيدة.