تُشير الأدلة العلمية إلى أن الحمل والولادة ورعاية الأطفال، تستهلك قدرًا كبيرًا من الطاقة الجسدية والنفسية، ما يجعل آثارها الصحية تختلف باختلاف الظروف التي تعيشها الأسرة، وينعكس ذلك على صحة المرأة في مراحل لاحقة من حياتها.
تتفاقم الآثار الصحية طويلة المدى لإنجاب الأطفال في الظروف البيئية القاسية، إذ يتطلب الحمل والرضاعة الطبيعية طاقة كبيرة، مما يعني أن الأم الجديدة خلال فترة المجاعة، أو التي تواجهها ظروف صعبة، لديها طاقة أقل للحفاظ على وظائف الجسم، التي تحميها من الإصابة بالأمراض في وقت لاحق من حياتها، بحسب شبكة BBC.
يجب الحصول على فترة نقاهة بعد كل ولادة
النساء اللاتي تُنجبن عددًا كبيرًا من الأطفال، ولا يحصلن على فترة نقاهة كافية بين كل ولادة وأخرى، تتفاقم لديهن الآثار الصحية، ولا يقتصر الأمر على العبء الجسدي الذي تُسببه الولادة على جسد الأم فقط، بل يشمل أيضًا الثمن الذي يدفعه كلا الوالدين من ليالي بلا نوم، وقلق مستمر، وساعات عمل طويلة، لذا يُصبح الكورتيزول وهرمون التوتر، في أعلى مستوياته، مما يُؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي، ورفع ضغط الدم، إلى جانب التأثير السلبي على الصحة، بحسب ما ذكرته صحيفة Time.
هناك بعض الأسباب التي تُؤدي إلى قصر العمر، وأبرزها ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري المرتبط بالحمل، إلى جانب ضعف الحصول على المتطلبات الغذائية للحمل والرضاعة الطبيعية، إذ تحتاج المرأة إلى الكثير من السعرات الحرارية لإنجاب طفل وإطعامه، وحتى في الوقت الحالي، لا تستطع بعض الأمهات تعويض هذا النقص.
انخفض عدد الأطفال في الأسر بشكل كبير
أوضح الدكتور إيوان يونغ من جامعة جرونينجن في هولندا، أنه قبل عشرات السنوات، كانت تنجب النساء أربعة أو خمسة أطفال في المتوسط، وهو عدد يفوق بكثير حجم الأسر الحالية، ومنذ القرن التاسع عشر، انخفض عدد الأطفال في الأسر بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.
وفي عام 2023، كان متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة يزيد قليلاً عن طفلين، وهو تغيير مدفوع بتزايد فرص الحصول على التعليم، وفرص العمل، ووسائل منع الحمل، بالإضافة إلى انخفاض معدلات وفيات الأطفال.