قد تبدو ممارسة اليوجا مرادفًا للسكينة والصمت والتأمل لكن شكلًا جديدًا من هذه الرياضة الروحية يتحدى المفهوم التقليدي تمامًا، إنها "يوجا الغضب" أو Rage Yoga، وهي صيغة مبتكرة تتيح لك الصراخ وإطلاق الشتائم بحرية كاملة وأنت تؤدي الوضعيات التقليدية لليوجا.
هذه الممارسة التي بدأت في كندا على يد ليندسي إستيس، سرعان ما انتشرت إلى مدن أخرى مثل هيوستن الأمريكية، وقد وُصفت بأنها "يوجا بديلة للمتمردين العصريين".
بديل غير تقليدي لممارسات الهدوء والاسترخاء
وكتبت "إستيس" في وصفها لأحد مقاطع الفيديو على YouTube، أن يوجا الغضب تتضمن "تمددات، تمارين وضعية، ونكات ساخرة، بهدف تحسين الصحة والوصول إلى حالة zen القصوى".
الفكرة الأساسية التي تقف وراء هذا الأسلوب غير المألوف من اليوجا هي منح الأشخاص مساحة حرة وآمنة للتعبير عن الغضب والمشاعر السلبية التي غالبًا ما نُجبر على كبتها في حياتنا اليومية.
تقول آشلي دوزيتش، وهي مدربة معتمدة لـRage Yoga في هيوستن، في حديث لقناة CBS DFW: "جميعنا نحمل في داخلنا شيئًا من الغضب وكلنا نكبت صرخة أو شتيمة لفترة طويلة، هذه الممارسة تمنحك المجال لتطلق ذلك كله بطريقة صحية".
ورغم غرابة الفكرة إلا أن من يمارسون "يوجا الغضب" يؤكدون على الشعور الكبير بالتحرر النفسي بعدها، وفي هذا السياق روت "دوزيتش" إحدى الطرائف التي حدثت أثناء الدروس، قائلة إن أحد المشاركين صرخ بغضب قائلاً: "قلت لك اغسل الصحون!" في لحظة عفوية من التنفيس عن التوتر.
"يوجا الغضب" ليست مجرد استعراض فكاهي أو تمرين مرتجل بل يتم تنظيم حصصها بشكل رسمي في مدن متعددة ويخضع المدربون لبرنامج تدريبي خاص يشمل أكثر من 200 ساعة من شهادة تدريب معلمي اليوجا إضافة إلى تدريب إضافي لتقديم دروس Rage Yoga.
رغم عدم ارتباط هذه الممارسة بأي دراسات علمية منشورة حتى الآن إلا أن رواجها المتزايد يشير إلى أن الكثير من الناس، خصوصًا الشباب، يبحثون عن طرق بديلة للتعامل مع الضغط النفسي والغضب المكبوت.
برنامج تدريبي معتمد
تندرج "يوجا الغضب" ضمن سلسلة من التعديلات العصرية التي شهدتها اليوجا في السنوات الأخيرة والتي تهدف إلى جذب فئات جديدة من المهتمين بـ الصحة النفسية والجسدية، ومن بين هذه الأساليب الأخرى التي ظهرت يوجا القطط، ويوجا الهيب هوب، ويوجا الماعز، وحتى يوجا العراة.
الرسالة التي يبدو أن "يوجا الغضب" تريد إيصالها هي أن تحقيق التوازن النفسي لا يعني بالضرورة الصمت والسكينة بل قد يبدأ أحيانًا بصرخة مدوية.