كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "Journal of Clinical Psychiatry" عن نتائج واعدة لليوجا الحرارية (أو اليوجا الساخنة) في التخفيف من أعراض الاكتئاب المتوسط إلى الشديد لدى البالغين، وتشير النتائج إلى أن جلسة واحدة أسبوعيًا من هذا النوع من اليوجا التي تُمارس في غرف ساخنة بدرجة حرارة 105 فهرنهايت، يمكن أن تُحدث تحسناً ملموساً في المزاج بل وقد تصل إلى وضع بعض المرضى في حالة تهدئة تامة من الاكتئاب.
قام باحثون من Massachusetts General Hospital بتجنيد 80 شخصاً يعانون من الاكتئاب، وقسّموهم إلى مجموعتين: مجموعة حضرت جلسات يوجا حرارية لمدة 90 دقيقة مرتين أسبوعياً، ومجموعة وُضعت على قائمة انتظار، وبعد ثمانية أسابيع أظهرت النتائج أن أكثر من نصف المشاركين في اليوجا أبلغوا عن انخفاض بنسبة 50% أو أكثر في أعراض الاكتئاب مقارنة بـ 6.3% فقط في مجموعة الانتظار، كما أن 44% من المجموعة الأولى شعروا بتحسن.
اليوجا الحرارية تخفف من أعراض الاكتئاب
قالت الدكتورة مارين ناير، المؤلفة الرئيسية للدراسة ومديرة قسم دراسات اليوجا في برنامج علاج الاكتئاب في المستشفى: "لقد فوجئنا بأن تأثيرها كان قوياً حتى عند تطبيقها مرة واحدة فقط في الأسبوع".
وأضاف الدكتور ديفيد ميشولون؛ المشارك في الدراسة: "المشاركون استفادوا من هذه النتائج رغم أنهم حضروا بمعدل صف واحد أسبوعياً فقط".
الآلية التي تُفسر هذا التأثير العلاجي لا تزال قيد الدراسة لكن الباحثين يشيرون إلى أن الحرارة قد تتداخل مع الآليات الالتهابية في الجسم وهي من العوامل المحتملة المسببة للاكتئاب، كما أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب قد يُعانون من خلل في تنظيم حرارة أجسامهم ما يجعل من اليوجا الحرارية وسيلة فعالة لـ"إعادة ضبط" هذا النظام الفسيولوجي.
وقالت "ناير": "هناك أدلة تشير إلى أن علاج الاكتئاب عبر تسخين الجسم بالكامل قد يُخفض درجة الحرارة الأساسية المرتفعة قليلًا المرتبطة بالاكتئاب وبالتالي يساعد في تخفيف الأعراض".
علاج الاكتئاب عبر تسخين الجسم بالكامل
رغم النتائج الإيجابية، يشير الباحثون إلى أن الدراسة شملت غالبًا نساء متعلمات من خلفيات جامعية مما قد يُحد من تعميم النتائج، كما أن نوع اليوجا المستخدم هو "Bikram" المعروف بأنه أكثر أشكال اليوجا حرارة ولا تزال الحاجة قائمة لدراسات تقارن أنواعاً ودرجات حرارة مختلفة من اليوجا الحرارية.
يُحذر الباحثون أيضًا من ممارسة اليوجا الحرارية دون إشراف طبي خاصةً لمن يعانون من أمراض القلب أو الكلى أو السكري.
يُحذر الباحثون من ممارسة اليوجا الحرارية لمن يعانون من أمراض القلب
وقال الدكتور ميشولون: "ننصح من يرغب في تجربة اليوجا الساخنة أن يستشير طبيبه أولًا وقد تكون اليوجا غير الساخنة بديلاًً جيداً لمن لديهم حالات صحية مزمنة".
التحضير لجلسات اليوجا الحرارية تضمن جلسات تثقيفية للمشاركين حول الترطيب وتجنب الأكل قبل الصف، واختتم الخبراء أن هذا النوع من اليوجا يعد تحدياً نفسياً وجسدياً خاصةً مع الاكتئاب الذي يضعف الطاقة والدافعية لذا فإن مجرد الذهاب إلى الصف هو فعل قوي من العناية الذاتية ويستحق التقدير.