أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Thorax، أن توقيت تناول دواء "beclomethasone dipropionate" يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في تحسين وظائف الرئة لدى المرضى المصابين بـ الربو التأتبي الخفيف إلى المتوسط، وأشارت النتائج إلى أن تناول الدواء في فترة منتصف الظهيرة يحقق نتائج سريرية أفضل مقارنة بالتوقيتات التقليدية صباحاً أو مرتين يومياً.
دواء beclomethasone لعلاج الربو
قاد فريق البحث الدكتور ران وانغ من المركز البحثي الطبي الحيوي في مانشستر التابع للمعهد الوطني للأبحاث الصحية (NIHR) في المملكة المتحدة، حيث أجرى وزملاؤه تجربة عشوائية ثلاثية الاتجاه لمعرفة تأثير توقيت الجرعة على فعالية العلاج بالكورتيكوستيرويدات المستنشقة.
شارك في الدراسة 25 شخصاً يعانون من الربو التأتبي بدرجات خفيفة إلى متوسطة وتم توزيعهم عشوائياً لتلقي دواء beclomethasone dipropionate بـ3 طرق مختلفة على مدى 28 يوماً لكل منها مع فترة استراحة لمدة أسبوعين بين كل نظام علاجي:
400 ميكروجرام مرة واحدة يومياً بين الساعة 08:00 و09:00 صباحاً (ODAM)
400 ميكروجرام مرة واحدة يومياً بين الساعة 15:00 و16:00 بعد الظهر (ODPM)
200 ميكروجرام مرتين يومياً بين الساعة 08:00 و09:00 صباحًا و20:00 و21:00 مساءً (BD)
أكمل 21 مشاركاً من أصل 25 جميع المراحل العلاجية، وقد أظهرت النتائج أن النظام العلاجي الذي يتم فيه تناول الدواء في منتصف بعد الظهر (ODPM) كان الأكثر فاعلية في تحسين وظائف الرئة الليلية.
تحسّن في وظائف الرئة ليلاً
لم يقتصر التحسن على وظائف الرئة فقط بل شمل أيضاً المؤشرات الحيوية للالتهاب، فقد أظهر نظام ODPM كبحاً أكبر لعدد الحمضات (eosinophils) في الدم خلال الفترة الليلية مقارنة بالأنظمة الأخرى، كما لوحظ انخفاض في مستويات أكسيد النيتريك في الزفير (fractional exhaled nitric oxide) وهو مؤشر آخر على التهاب الشعب الهوائية في جميع الأنظمة لكن الفارق لم يكن كبيراً بينها.
سجل الباحثون تحسناً عاماً في السيطرة على أعراض الربو مع جميع طرق تناول العلاج دون اختلاف ملحوظ في مستويات الكورتيزول في الدم (serum cortisol)، ما يشير إلى أن توقيت الجرعة لم يؤثر على وظيفة الغدة الكظرية بشكل سلبي، ومع ذلك فإن توقيت منتصف الظهيرة (ODPM) أظهر تفوقاً واضحاً في المؤشرات التنفسية والالتهابية دون التسبب في مضاعفات إضافية.
السيطرة على الربو دون تأثير على الغدة الكظرية
وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج قد تسهم في تعديل الاستراتيجيات العلاجية المستخدمة حالياً لتصبح أكثر دقة في الاستفادة من إيقاع الجسم البيولوجي اليومي، وقد أفصح أحد المؤلفين في الدراسة عن علاقاته بصناعة المستحضرات الصيدلانية الحيوية ما يعكس اهتمام هذا القطاع بنتائج الدراسة المحتملة.