مع تزايد الإقبال على أدوية إنقاص الوزن مثل Ozempic وWegovy، وكذلك الخيارات الأحدث مثل Zepbound وMounjaro التي تستهدف أكثر من هرمون، بات من الضروري التنبه إلى أن فعاليتها لا تتحقق وحدها، إذ تُشير الدراسات إلى أن قرابة 1 من كل 8 أمريكيين جرّبوا أدوية GLP-1، وقد يواجهون مخاطر مثل نقص العناصر الغذائية وفقدان العضلات وحتى تراجع كثافة العظام ما لم تُرافق هذه الأدوية بتعديلات في النظام الغذائي والنشاط البدني.
تقول الدكتورة جوان إي. مانسون، أستاذة الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد: "رغم أن أدوية GLP-1 تمثل نقلة نوعية في علاج السمنة إلا أن العوامل السلوكية لا تزال حاسمة، النتائج تتحسن بشكل ملحوظ عند الانتباه إلى تناول كمية كافية من البروتين واتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على ترطيب الجسم وممارسة تمارين تقوية العضلات بانتظام".
وقد شاركت "مانسون" في إعداد إرشادات جديدة نُشرت في JAMA Internal Medicine، تتضمن توجيهات للأطباء والمرضى حول كيفية دمج نمط الحياة الصحي مع هذه الأدوية.
ويضيف فرهاد مهرطاش، وهو أيضاً من واضعي هذه الإرشادات وخريج Harvard T.H. Chan School of Public Health: "هذه الأدلة هي أول أدوات منهجية تهدف إلى دمج تدخلات أسلوب الحياة مع علاجات GLP-1".
أهمية أسلوب الحياة مع أدوية GLP-1
فيما يلي 3 خطوات رئيسية تضمن تحقيق أقصى استفادة من هذه الأدوية:
فقدان الوزن باستخدام أدوية GLP-1 لا يقتصر على الدهون فقط، حيث توضح "مانسون": "من الشائع فقدان ما يقرب من 25% من الكتلة العضلية والكتلة النحيلة للجسم أثناء العلاج، ما قد يؤدي لاحقاً إلى ضعف العظام خصوصاً لدى كبار السن أو من يتبعون نمط حياة خاملاً".
توصي الإرشادات بتناول كمية كافية من البروتين: حوالي 1 إلى 1.5 جرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم يومياً، أي ما يعادل 20 إلى 30 جراماً في كل وجبة.
أما من حيث النشاط البدني، يُوصى ببدء التمارين تدريجياً حتى الوصول إلى 150 دقيقة من التمارين القلبية (مثل المشي) أسبوعياً، إضافةً إلى جلستين إلى ثلاث جلسات تقوية عضلات تستمر كل منها 30 دقيقة، وفق توصيات CDC.
يقول الدكتور صموئيل كلاين، أستاذ الطب وعلوم التغذية في Washington University in St. Louis: "غالبية الأطباء لا يملكون الوقت الكافي لمراجعة تاريخك الرياضي أو نمط حياتك، لذلك من الأفضل العمل مع مدرب أو مختص في التمارين".
فقدان الوزن باستخدام أدوية GLP-1
لتقليل الأعراض الجانبية المرتبطة بالجهاز الهضمي مثل الغثيان والإمساك وحرقة المعدة يُنصح بتناول وجبات صغيرة ومتكررة وتقليل الدهون والملح والمضغ ببطء لتسهيل الهضم.
كما أن شرب الماء بكميات كافية يُعدّ أمراً بالغ الأهمية، فهذه الأدوية لا تثبط الشهية فقط بل تقلل أيضاً من الإحساس بالعطش، ما يزيد من خطر الجفاف، لذا توصي الإرشادات بتناول من 8 إلى 12 كوب ماء يومياً إلى جانب الأطعمة الغنية بالماء مثل الخيار والبطيخ، ويُفضل تقليل المشروبات التي تسبب الجفاف مثل الكحول والكافيين.
استمر على العادات الصحية بعد التوقف عن الدواء
توضح الدكتورة جودي دوشي، أستاذة الطب المساعدة في Harvard Medical School والمشاركة في إعداد الإرشادات: "هذه الأدوية مصممة للاستخدام طويل الأمد، ومع الوصول إلى مرحلة ثبات الوزن يمكن تقليل الجرعة أو تمديد الفترات بين الجرعات وأحياناً إجراء تجربة للتوقف عن الدواء".
لكن التحدي الحقيقي يكمن في الحفاظ على الوزن المفقود وهو أمر يتطلب التزاماً دائماً، حيث تؤكد "دوشي": "استعادة الوزن تعتمد على عدة عوامل لكن العامل الحاسم هو الاستمرار في اتباع نمط حياة صحي بشكل منتظم".