طفرة في علاج أورام الجلد: العلاج المناعي قبل وبعد الجراحة يظهر نتائج مبهرة

أظهرت دراسة سريرية حديثة نُشرت في Journal of Clinical Oncology، أن الجمع بين العلاج المناعي قبل الجراحة وبعدها يحقق فوائد طويلة الأمد لدى البالغين المصابين بـ أورام الجلد من المرحلة الثالثة والرابعة القابلة للاستئصال الجراحي.

نهج علاجي مزدوج يظهر نتائج مستدامة

قدمت الدراسة التي أجراها فريق بحثي من مركز MD Anderson Cancer Center بجامعة تكساس في هيوستن، بقيادة الدكتورة إليزابيث إم. بيرتون، بيانات متابعة سريرية محدّثة لحالات خضعت لعلاج مناعي تمهيدي (Neoadjuvant Systemic Treatment) تتضمن إعطاء nivolumab بجرعة 480 ملج وrelatlimab بجرعة 160 ملجم عن طريق الوريد كل 4 أسابيع لمرتين قبل الجراحة يليه علاج مناعي مساعد بعد الجراحة لنفس العقارين يستمر حتى 10 جرعات.

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأورام الجلدنهج علاجي مزدوج لعلاج أورام الجلد

نتائج فعالة ومستقرة بعد أربع سنوات

أظهرت نتائج المتابعة والتي استمرت بمتوسط 47 شهراً أن 80% من المرضى ظلوا خاليين من الانتكاس بعد 4 سنوات من بدء العلاج التمهيدي، كما بلغت نسبة البقاء دون أحداث لدى المرضى الذين أظهروا استجابة مرضية كبيرة (أي وجود أقل من 10% من الأنسجة المصابة بعد العلاج) نحو 95%.

وأشارت الدراسة إلى أن الاستجابة الإيجابية كانت مرتبطة بتنشيط أولي لعدة مسارات تنظيمية مناعية، في حين لوحظ أن زيادة تعبير البروتين B7-H3 ارتبطت بمقاومة العلاج.

تعزيز استجابة الجهاز المناعي قبل الجراحة

علّقت الدكتورة بيرتون على هذه النتائج قائلة: "إذا نجح العلاج المناعي في القضاء على الجزء الأكبر من الورم قبل الجراحة فإن ذلك يعني أننا قمنا بتدريب الجهاز المناعي بشكل كافٍ على الاستجابة ضده مما يقلل من احتمالات تكرار ظهوره".

وأضافت: "نشعر بالتفاؤل إزاء هذه النتائج التي تظهر فائدة طويلة الأمد لهذا المزيج العلاجي، كما أن هذا النهج يوفر فرصة علمية كبيرة لفهم آليات الاستجابة للعلاج بشكل أعمق".

العلاقة بين فيتامين د وسرطان الجلدتعزيز استجابة الجهاز المناعي قبل الجراحة

آفاق جديدة في العلاج المناعي لأورام الجلد

تعكس هذه الدراسة توجهاً متزايداً نحو اعتماد استراتيجيات علاجية تعتمد على تحفيز الجهاز المناعي قبل إجراء الجراحة وليس فقط بعدها حيث يفتح العلاج التمهيدي الباب لتقليل حجم الورم قبل الاستئصال، بالإضافة إلى تهيئة الجسم لمواجهة أي خلايا غير مكتشفة قد تؤدي إلى الانتكاس لاحقاً.

كما تؤكد النتائج أهمية المتابعة طويلة الأمد لتقييم فعالية العلاجات المناعية المركبة وتبرز الدور المتنامي للأبحاث الجينية والبروتينية في تحديد مؤشرات الاستجابة أو المقاومة للعلاج، ما يساعد في توجيه قرارات العلاج نحو خطط أكثر دقة وفعالية.