الانتظام في التمارين الصباحية يبطئ تدهور اللياقة البدنية مع الشيخوخة
الانتظام في التمارين الصباحية يبطئ تدهور اللياقة البدنية مع الشيخوخة
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Medicine & Science in Sports & Exercise" أن ممارسة التمارين الرياضية في الصباح قد تعود بفوائد كبيرة على وظائف القلب والرئتين لدى كبار السن، كما أظهرت النتائج أن الالتزام بمواعيد منتظمة لممارسة النشاط البدني يمكن أن يحسّن اللياقة العامة ويعزز الصحة التنفسية.
نتائج مشجعة
قال الدكتور تشنغ-هان تشين؛ اختصاصي أمراض القلب في MemorialCare Saddleback Medical Center في كاليفورنيا: "تشير الدراسة إلى أن القيام بالمزيد من النشاط البدني المبكر والمنتظم خلال النهار قد يساعد كبار السن في الحفاظ على لياقتهم البدنية مع التقدم في العمر".
ممارسة النشاط البدني يمكن أن يحسّن اللياقة العامة ويعزز الصحة التنفسية
تفاصيل الدراسة: مراقبة مستمرة وتحاليل دقيقة
شملت الدراسة 799 شخصاً من كبار السن بمتوسط عمر بلغ 76 عاماً جميعهم مشاركون في دراسة موسعة تُعرف باسم Study of Muscle, Mobility, and Aging، طُلب من المشاركين ارتداء أجهزة معصم لمراقبة نشاطهم البدني على مدار 7 أيام كما خضعوا لاختبارات تمارين القلب والرئتين (CPET) لتقييم كفاءة عمل الجهازين.
وخلص الباحثون إلى أن:
النشاط البدني الصباحي الذروي ارتبط بلياقة قلبية وتنفسية أعلى.
ممارسة الرياضة بانتظام في نفس التوقيت يومياً ارتبطت بنتائج صحية أفضل.
الأشخاص الذين حافظوا على نمط إيقاعي من النشاط والراحة خلال اليوم أظهروا كفاءة أكبر في المشي وتحمل الجهد.
الساعة البيولوجية قد تكون المفتاح
تشير النتائج إلى وجود علاقة محتملة بين توقيت التمارين الرياضية وإيقاع الساعة البيولوجية للجسم وهو النظام الداخلي الذي ينظم دورات النوم واليقظة ودرجة الحرارة وإفراز الهرمونات.
أوضحت كارين إيسر؛ رئيسة قسم علم وظائف الأعضاء والشيخوخة في University of Florida College of Medicine، أن التمارين قد تؤثر على الساعة البيولوجية وتُحسن وظائف الخلايا العضلية والعمليات الأيضية، مضيفةً أن توقيت النشاط البدني يمكن أن يساهم في استقرار الساعة الداخلية أو تعديلها، ما يدعم الأداء الجسدي على المستوى الخلوي.
ماذا تقول الدراسات الأخرى؟
رغم أن الدراسة لم تُثبت أن التمارين الصباحية تُحسّن وظائف القلب والرئتين بشكل مباشر إلا أنها وجدت ارتباطاً واضحاً بين التمارين الصباحية وتحسن المؤشرات الصحية.
وفي تقرير نُشر عام 2023، وُجد أن النشاط البدني في الفترة بين الساعة 8 و11 صباحاً ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية لا سيما لدى النساء.
وفي المقابل، تشير دراسات أخرى إلى أن التمارين في فترة ما بعد الظهر والمساء تحمل فوائد مختلفة؛ فبعض الأبحاث ربطت التمارين المسائية بانخفاض معدلات الوفاة من جميع الأسباب، بينما أشارت أبحاث حديثة إلى أن التمارين بعد الظهر قد تُحسن استجابة الجسم للجلوكوز لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية لدى النساء
هل يجب تغيير موعد التمرين؟
توصي American Heart Association بممارسة 150 دقيقة من النشاط متوسط الشدة أسبوعياً أو 75 دقيقة من النشاط القوي، ومع تزايد الأدلة التي تشير إلى فوائد دفعات قصيرة من الحركة فإن حتى 20 دقيقة أسبوعياً قد تكون مفيدة للقلب.
يقول الدكتور ماثيو سيدجلي؛ طبيب الطب الرياضي في MedStar Health: "ما يهم ليس وقت التمارين بقدر ما هو الانتظام في ممارستها"، مؤكداً أن وجود نمط ثابت في ممارسة الرياضة هو العنصر الأهم في تحقيق الفوائد الصحية وليس فقط توقيتها.
