كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة New England Journal of Medicine أن إعطاء دواء ondansetron عن طريق الفم للأطفال الذين يعانون من القيء الناتج عن التهاب المعدة والأمعاء الحاد، بعد زيارتهم لقسم الطوارئ، يقلل من خطر تطور الحالة إلى شكل متوسط أو شديد خلال الأسبوع التالي.
أجريت الدراسة تحت إشراف الدكتور ستيفن فريدمان من جامعة كالغاري في كندا، بالتعاون مع فريق من الباحثين، ضمن تجربة سريرية عشوائية استهدفت تقييم تفوق الدواء على العلاج الوهمي (placebo).
تفاصيل الدراسة السريرية
شملت الدراسة 1,030 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وأقل من 18 عاماً، وكانوا جميعاً يعانون من حالات حادة من القيء المرتبط بالتهاب المعدة والأمعاء، وقد جرت الدراسة في ستة أقسام طوارئ للأطفال في كندا.
تم تزويد أولياء الأمور بست جرعات من دواء ondansetron الفموي أو علاج وهمي ليتم استخدامها خلال أول 48 ساعة من تسجيل الطفل في الدراسة وذلك في حال استمر القيء.
وكان الهدف الرئيسي من الدراسة تقييم نسبة حدوث التهاب معدة وأمعاء بدرجة متوسطة إلى شديدة وفقاً لمقياس modified Vesikari score الذي يصنف شدة الأعراض بناءً على عدة مؤشرات سريرية.
أظهرت النتائج أن 5.1% فقط من الأطفال الذين تلقوا دواء ondansetron تعرضوا لتفاقم الحالة إلى مستوى متوسط أو شديد، مقارنةً بـ12.5% من الأطفال في مجموعة العلاج الوهمي أي بفارق غير معدّل بلغ -7.4 نقاط مئوية.
وبعد تعديل النتائج بحسب عوامل مثل موقع العلاج ووزن الطفل والبيانات غير المكتملة تبيّن أن تناول ondansetron يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بشكل متوسط إلى شديد من المرض بنسبة 50%، وهو ما يمثل نتيجة ذات دلالة إحصائية مهمة (نسبة الأرجحية المعدّلة: 0.50).
علاج التهاب المعدة عند الأطفال
كما أظهرت الدراسة انخفاضًا في عدد نوبات القيء خلال أول 48 ساعة بعد تلقي الدواء حيث كان المعدل أقل بنسبة 24% مقارنةً بمجموعة العلاج الوهمي (نسبة المعدل المعدّلة: 0.76)، ومع ذلك لم تسجل الدراسة فرقاً كبيراً في مدة القيء أو عدد الأيام التي استمر فيها بعد بدء العلاج.
قال الباحثون في الورقة العلمية: "إن تزويد الأطفال المصابين بقيء حديث ومتكرر ناتج عن التهاب المعدة والأمعاء الحاد بدواء ondansetron بعد مغادرتهم قسم الطوارئ كان مفيداً وساهم في تخفيف شدة الحالة الصحية".