قد يبدو الطفل الصغير وكأنه عاصفة لطيفة لا تهدأ لكن خلف هذه الطاقة المندفعة تكمن حاجة عميقة إلى التكرار والوضوح، إنّ أفضل طريقة لتلبية هذه الحاجة هي عبر الروتين اليومي المنتظم، فالروتين لا يُشبه فقط الزبدة مع العسل أو اللعب بالفقاعات في الحدائق بل هو أداة أساسية تمنح الطفل شعوراً بالأمان والانتماء، ما يعزز ثقته بنفسه ويجعله أكثر هدوءاً وتعاوناً.
فوائد الجدول اليومي للأطفال الصغار
الروتينات هي أعمدة الحياة الأسرية، فهي لا تسهّل سير اليوم فقط وتقلل من فوضى اللحظة الأخيرة بل تساعد الطفل أيضاً على الازدهار لأنها تدعم حاجته للتوقع والنظام.
عند إنشاء روتين يومي لطفلك، فإنك:
الروتين يمنح الطفل (والبالغين أيضاً) شعوراً بالثبات، ما يساعده على الشعور بالراحة والاطمئنان في بيئته لأنه يعرف مسبقاً ما الذي سيحدث.
يحب الأطفال الشعور بأنهم جزء من القرارات إذ أن معرفة ما سيأتي لاحقاً ودورهم فيه يمنحهم شعوراً بالسيطرة والانتماء ويغذي تقديرهم لذواتهم كما ورد في دراسة نُشرت في Child Development.
روتين النوم المنتظم يساعد الطفل على الاسترخاء في نهاية اليوم ويقلل من مقاومته لموعد النوم وتشير دراسة منشورة في Sleep إلى أن الأطفال الذين يتبعون روتين نوم منتظم ينامون أسرع وينامون لفترات أطول، كما يسهم الروتين الليلي في تعزيز النمو والتغذية الصحية والتواصل الأسري وتنظيم المشاعر والنظافة الشخصية والرفاه النفسي.
حين يعرف الطفل ما الذي سيحدث لاحقاً يكون أكثر تعاوناً، مثلاً إذا لم يكن هناك وقت مخصص لمشاهدة التلفزيون صباحاً فلن يُطالب به، وإذا كان ترتيب الألعاب دائماً بعد العشاء فسيصبح هذا سلوكاً مألوفاً.
يسهّل الانتقال بين الأنشطة
رغم أن الروتين يبدو ثابتاً إلا أنه في الواقع يهيئ الطفل للتعامل مع التغييرات غير المتوقعة، فإذا اضطر أحد الوالدين لتغيير توقيت الاستلام من الحضانة فإن الطفل سيجد الطمأنينة في ثبات بقية عناصر اليوم.
لا حاجة للتخطيط المستمر إذا وُجد روتين واضح، حتى لو لم يكن هناك برنامج دقيق ليوم الأحد مثلاً فإنك تعرف أن وقت اللعب في الخارج يسبق الغداء ثم يليه قيلولة.
لا يوجد جدول واحد مثالي يناسب جميع العائلات، المهم هو إيجاد إيقاع يُلبي حاجات الأسرة واحتياجات الطفل مثل الأكل المنتظم والنوم الكافي واللعب المشترك.