رفع آلاف الحالات من الرجال والفتيان في الولايات المتحدة دعاوى قضائية ضد شركة Johnson & Johnson، بعد تناولهم دواء Risperdal المضاد للذهان الذي أدى إلى نمو أنسجة الثدي لديهم وهي حالة تُعرف طبياً باسم Gynecomastia.
ورغم معرفة الأطباء منذ سنوات بهذا الأثر الجانبي، يؤكد الكثير من المرضى أنهم لم يُحذَّروا مسبقاً عند وصف الدواء لهم خصوصاً في مرحلة المراهقة، ما تسبب لهم بأذى نفسي وجسدي بالغين، إضافةً إلى ندوب لا تزال قائمة حتى بعد العمليات الجراحية.
يُستخدم Risperdal لعلاج الفصام والاضطراب ثنائي القطب، كما يُوصف أحيانًا للأطفال المصابين بالتوحد لتقليل نوبات التهيج، بعض الأطباء استخدموه خارج التوصيف الرسمي (Off-label) لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط واضطرابات النوم.
يُستخدم Risperdal لعلاج الفصام والاضطراب ثنائي القطب
لكن بعض المرضى يقولون إنهم عانوا أكثر من الآثار الجانبية للدواء مقارنةً بالأعراض النفسية الأصلية التي كانوا يحاولون معالجتها.
منذ عام 2006، بدأت شركة Johnson & Johnson بإدراج gynecomastia كأثر جانبي محتمل لكن بالنسبة لآلاف المرضى كان ذلك متأخراً، فقد وصل عدد القضايا المرفوعة ضد الشركة إلى أكثر من 13,000 دعوى يطالب فيها الضحايا بتعويضات مادية نتيجة التشوهات الجسدية التي لحقت بهم.
وتعد هذه القضايا امتداداً لسلسلة طويلة من الجدل القضائي المرتبط بـ Risperdal الذي طُرح لأول مرة في الأسواق عام 1994، وخلال السنوات الماضية دفعت الشركة أكثر من 5 مليارات دولار في صورة غرامات وتسويات تتعلق بشكاوى مدنية وجنائية معظمها بشأن ترويج الدواء لاستخدامات غير معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).
قائمة طويلة من الضحايا والدعاوى
اتهمت وزارة العدل الأمريكية شركة Janssen، التابعة لـ Johnson & Johnson والمسؤولة عن تسويق Risperdal، بأنها روجت للدواء لاستخدامه مع الأطفال وذوي الإعاقات الذهنية رغم معرفتها بالمخاطر الصحية المرتبطة به.
قال جيسون إيتكين، محامي عدد من الضحايا: "في التسعينيات وبداية الألفينات اتخذت الشركة قراراً واعياً بإخفاء معلومات هامة عن دوائها بهدف تحقيق أرباح أعلى من خلال بيعه للأطفال"، مضيفاً: "لقد تسببوا في إيذاء هؤلاء الأولاد عمدًا والآن فقط بدأت الحقيقة تظهر".
ويتابع: "الغرامات السابقة التي دفعتها الشركة لم تساعد أولئك الذين تعرضوا للتنمر والخزي بسبب نمو ثديين شبيهين بثدي النساء".