كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Annals of Internal Medicine أن الجمع بين محيط الخصر ومؤشر كتلة الجسم (BMI) يوفر تقييماً أدق لخطر الوفاة لدى النساء بعد سن اليأس مقارنة باستخدام مؤشر كتلة الجسم وحده، ووفقاً للباحثين فإن دمج القياسين يعزز القدرة على التنبؤ بالمخاطر الصحية خاصة في ظل الانتشار المتزايد للسمنة بين النساء في هذه المرحلة العمرية.
متابعة امتدت لأكثر من عقدين
أجرى الدراسة الدكتور آرون ك. أراجاكي من مركز فريد هاتشينسون للأورام في سياتل، بالتعاون مع فريق من الباحثين حيث حللوا بيانات أكثر من 139 ألف امرأة بعد انقطاع الطمث ضمن دراسة جماعية استباقية. وتم تقسيم المشاركات إلى مجموعة تطويرية (67,774 امرأة)، ومجموعتين للتحقق من النتائج: الأولى تضمنت نساءً لديهن معدل مرتفع من زيادة الوزن والسمنة (48,335 امرأة)، والثانية شملت مراكز طبية متنوعة جغرافياً (23,104 امرأة).
خلال فترة متابعة وسطية امتدت إلى 24 عاماً توفيت 69,297 مشاركة، وركّزت الدراسة على تحليل العلاقة بين مستويات مختلفة من مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر، وكيف يؤثر الجمع بينهما في تحديد خطر الوفاة بدقة أكبر.
أظهرت النتائج أن النساء اللواتي يمتلكن محيط خصر كبيرًا حتى في حال كان مؤشر كتلة الجسم لديهن ضمن المعدلات "الطبيعية" أو "فوق الطبيعي" يواجهن خطر وفاة أعلى مقارنة بنظيراتهن ذوات محيط الخصر الطبيعي، على سبيل المثال النساء اللاتي كان مؤشر كتلة الجسم لديهن طبيعياً أو في نطاق الوزن الزائد لكن لديهن محيط خصر كبير واجهن خطر وفاة أعلى (بنسب خطورة 1.17 و1.19 على التوالي) مشابهًا للخطر المرتبط بالسمنة من الدرجة الأولى (BMI من 30 إلى أقل من 35) مع محيط خصر طبيعي (نسبة خطورة 1.12).
كما وجدت الدراسة أن خطر الوفاة لدى النساء المصابات بالسمنة من الدرجة الأولى مع محيط خصر كبير كان مشابهًا تقريبًا للخطر المرتبط بالسمنة من الدرجة الثالثة (BMI 40 أو أكثر) مع محيط خصر طبيعي (نسب خطورة 1.45 و1.40 على التوالي).
تحسين في دقة التنبؤ والتمييز بين الفئات
عند استخدام نماذج تأخذ في الاعتبار محيط الخصر المخصص لكل فئة من مؤشر كتلة الجسم تحسنت القدرة على التمييز بين الفئات عالية ومنخفضة الخطورة بعد 10 سنوات من المتابعة خاصة في المجموعة الأولى للتحقق، حيث ارتفعت القيمة الإحصائية المميزة بنسبة 0.7% لتصل إلى 61.3% مع تحسن في إعادة تصنيف المخاطر بنسبة 20.4%، أما في المجموعة الثانية فقد ظهرت نتائج مختلطة إذ تحسنت القدرة على التمييز بين المخاطر لكن لم يُسجل تحسن كبير في دقة التنبؤ.
كتب الباحثون في الدراسة أن الإرشادات السريرية الخاصة بتقييم السمنة ستستفيد من دمج حدود محيط الخصر المرتبطة بمؤشر كتلة الجسم من أجل تحسين تصنيف المخاطر لاسيما بين النساء بعد سن اليأس اللواتي يعانين من السمنة، مشيرين إلى أهمية هذا النهج في الكشف المبكر عن الفئات المعرّضة للخطر وتمكين الأطباء من تقديم تدخلات وقائية أكثر دقة.