منذ عقود كان من النصائح الراسخة في عالم الرياضة أن يمتنع الرياضيون عن ممارسة العلاقة الحميمة قبل المنافسات الكبرى بحجة أن ذلك قد يقلل من طاقتهم أو يؤثر على تركيزهم، لكن مراجعة علمية جديدة قلبت هذه الفكرة رأسًا على عقب مؤكدة أن العلاقة الحميمة قبل المنافسة لا تؤثر سلبًا على الأداء الرياضي بل قد تحمل فوائد في بعض الحالات.
دراسة علمية تكشف الحقيقة
البحث الذي نُشر في مجلة Frontiers in Physiology قام بتحليل مئات الدراسات التي تناولت العلاقة بين النشاط الجنسي والأداء الرياضي، بعد تطبيق معايير دقيقة اختار الباحثون تسع دراسات فقط وجدوا أنها تقدم أدلة قابلة للاعتماد.
إحدى هذه الدراسات ركزت على قوة اللاعبين بعد ممارسة العلاقة الحميمة في الليلة السابقة للمنافسة ووجدت أنه لا يوجد فرق في الأداء مقارنة بمن امتنع، كما أشارت دراسة أخرى إلى أن بعض عدائي الماراثون حققوا استفادة ملحوظة بعد ممارسة العلاقة الحميمة قبل السباق.
أوضحت الباحثة الرئيسية، الدكتورة لورا ستيفاني، أستاذة مساعدة في طب الرياضة بجامعة فلورنسا في إيطاليا، في مدونة للمجلة أن هذا الموضوع لم يُبحث بالشكل الكافي وأن معظم ما نعرفه قائم على روايات وتجارب شخصية.
وأضافت: "في الواقع ما لم يتم النشاط الجنسي قبل أقل من ساعتين من المنافسة، فإن الأدلة المتاحة تشير إلى أن له تأثيرًا إيجابيًا على الأداء الرياضي".
انخفاض الأبحاث بشأن تأثير العلاقة الحميمة على الأداء الرياضي
المراجعة أوضحت أن الدراسات التي تناولت الذكور أكثر بكثير من تلك التي شملت الإناث ولم تُجرَ مقارنات واضحة بين الجنسين، كما أشارت إلى أن المواقف الثقافية المختلفة تجاه الجنس قد تؤثر على كيفية إدراك تأثيره على الأداء.
رغم الحاجة إلى مزيد من الدراسات إلا أن هذه المراجعة العلمية تعطي مؤشراً قوياً على أن الامتناع عن الجنس قبل المنافسة قد لا يكون ضروريًا كما كان يُعتقد، فكرة "حجز الطاقة" عبر الامتناع لم تعد مدعومة بأدلة قوية وربما حان الوقت لإعادة النظر في هذا التقليد الرياضي القديم.