كشفت نتائج استطلاع حديث أن أكثر من نصف الأشخاص يتجنبون الذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية (الجيم) بسبب القلق والخوف من الأحكام الاجتماعية في إشارة واضحة إلى أن ثقافة النوادي الرياضية الحالية قد تكون سبباً في عزوف كثيرين عن ممارسة الرياضة.
وفقاً لاستطلاع شمل 1000 رجل وامرأة في الولايات المتحدة أفاد 51.4% من المشاركين بأنهم يتجنبون الذهاب إلى الجيم بسبب مشاعر القلق والخوف من التقييم بينهم 36.1% من الرجال، النتائج تشير إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بقلة الإرادة أو الكسل بل يرتبط بتجارب سلبية داخل صالات التمرين قد تشمل التمييز أو التحرش أو الإحراج.
القلق والوصمة يحولان دون التمرين
الدراسة، التي نشرتها تقارير في مواقع Trending News وAskMen، لم تحدد بشكل قاطع الأسباب الدقيقة وراء هذا القلق لكنها تشير إلى بعض العوامل التي يمكن تخمينها بسهولة، أهمها "التنمر الجسدي" أو ما يُعرف بالـbody shaming.
في عصر الهيئات المنحوتة على إنستغرام وصور والعضلات البارزة يشعر كثير من الناس بأنهم غير مؤهلين لدخول هذا العالم خصوصاً من لا يمتلكون الجسم الرياضي أو الخبرة الكافية، حيث أظهرت الدراسة أن المشاركين الذين وصفوا أنفسهم بأنهم "الأقل جاذبية" كانوا الأكثر ميلًا للابتعاد عن صالات الرياضة.
المفارقة أن بعض الرجال أفادوا بأنهم تعرضوا للسخرية من قبل شركائهم أكثر من النساء ما يسلط الضوء على أن الضغوط النفسية المرتبطة بالمظهر لا تفرق بين الجنسين.
من الأسباب الأخرى التي تدفع البعض للابتعاد عن الجيم هو الشعور بالارتباك عند الدخول للمرة الأولى إذ تبدو المعدات الثقيلة والأجهزة المتنوعة كأنها لغز معقد يحتاج سنوات لفك شيفرته، وفي كثير من الأحيان لا توفر صالات الألعاب مدربين شخصيين بأسعار مناسبة أو إرشادات واضحة للمبتدئين ما يزيد من شعور العجز والخوف من الوقوع في الخطأ.
نقص التوجية وزيادة التحرش
ولم يتوقف الأمر عند الشعور بالقلق فقط بل أشار ثلث المشاركين في الاستطلاع إلى أنهم يشعرون بأنهم يتعرضون للحكم أو المراقبة داخل الجيم فيما قال 1 من كل 10 إنهم تعرضوا للمس الجسدي غير المرغوب فيه وهو ما وصفه التقرير بأنه "غير مقبول على الإطلاق".
يثير هذا الاستطلاع أسئلة ملحّة حول إمكانية إصلاح ما يُعرف بثقافة "الهيمنة الذكورية في صالات الألعاب أو ما يطلق عليه البعض bro-culture، ويكمن الحل في رفع الوعي بين مرتادي الصالات الرياضية وتشجيع احترام الخصوصية والامتناع عن إطلاق الأحكام أو التحديق بالآخرين، ما قد يشجع المزيد من الناس على الالتزام بأهدافهم الصحية دون خوف أو خجل.