كثيرون يعتقدون أنهم يعانون من حساسية تجاه أنواع معينة من الطعام لكن دراسة حديثة نُشرت في مجلة JAMA Network Open تكشف أن هذا الاعتقاد قد لا يكون دقيقاً دائماً، فقد أظهرت النتائج أن نسبة كبيرة من البالغين في الولايات المتحدة يظنون أنهم مصابون بحساسية غذائية دون تشخيص طبي مؤكد.
الدراسة التي قادتها الدكتورة روتشي جوبتا، أخصائية طب الأطفال والباحثة في مجال الحساسية الغذائية، شملت تحليل بيانات 40,443 شخصاً بالغاً، ووجدت أن 10.8% فقط لديهم حساسية غذائية مؤكدة طبياً، في حين أن 19% من المشاركين يعتقدون فقط أنهم مصابون بالحساسية دون أي تشخيص سريري.
الفرق بين الاعتقاد والتشخيص
وتُظهر هذه النتائج أن نحو نصف البالغين الذين يظنون أنهم مصابون بحساسية غذائية لم يخضعوا لأي تقييم طبي وأقل من ربعهم فقط لديهم وصفة طبية لدواء الإبينفرين الذي يُستخدم في حالات الطوارئ لعلاج ردود الفعل التحسسية الشديدة.
وقالت الدكتورة جوبتا في بيان صحفي: "بينما وجدنا أن شخصاً من كل عشرة بالغين يعاني من حساسية غذائية فإن هناك ضعف هذا العدد تقريباً يعتقدون خطأً أنهم مصابون بها، من المهم مراجعة الطبيب وإجراء الاختبارات اللازمة قبل إزالة أطعمة معينة من النظام الغذائي".
الاعتماد على التقديرات الشخصية أو تجارب الأعراض فقط دون فحص طبي يمكن أن يؤدي إلى تجنب أطعمة مفيدة من دون داعٍ ما قد يؤثر سلباً على الصحة العامة ويُفقد الجسم عناصر غذائية أساسية، كما أن عدم معرفة العلامات الدقيقة للحساسية الشديدة (مثل الأنفلاكسي) قد يُعرض بعض المرضى لمخاطر صحية كبيرة في حال لم يتم التدخل العلاجي السريع.
وتوضح جوبتا أن "تأكيد وجود الحساسية لا يتعلق فقط بتجنب الطعام بل بفهم الأعراض المحتملة للحالات الشديدة واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة".
مخاطر التشخيص الذاتي
ورغم النتائج التي تُقلل من نسب الإصابة الفعلية إلا أن الدراسة لم تنكر وجود حالات حقيقية من الحساسية الغذائية بل أكدت أنها شائعة وقد تكون خطيرة وغالباً ما تبدأ في مرحلة البلوغ وليس الطفولة كما كان يُعتقد سابقاً.
وتصدّرت المأكولات البحرية قائمة الأطعمة التي تُسبب ردود فعل تحسسية حقيقية، حيث يعاني حوالي 7.2 ملايين شخص في الولايات المتحدة من حساسية تجاه الجمبري وبلح البحر والمحار، كما تبيّن أن حساسية الفول السوداني والحليب تؤثر على حوالي 4.5 و4.7 ملايين شخص على التوالي في حين أن البيض والقمح يسببان تفاعلات تحسسية لدى ما يقارب مليوني شخص لكل منهما.
وأشارت "جوبتا" إلى أن انتشار ظهور الحساسية في مرحلة البلوغ كان مفاجئاً بالنسبة لهم وهناك حاجة ماسة للمزيد من الأبحاث لفهم أسباب ذلك وطرق الوقاية الممكنة.
تصدّرت المأكولات البحرية قائمة الأطعمة التي تُسبب ردود فعل تحسسية
تتماشى نتائج هذه الدراسة مع أبحاث سابقة شاركت فيها جوبتا أيضاً، والتي وجدت أن حوالي 8% من الأطفال الأمريكيين لديهم حساسية غذائية وأن واحداً من كل 5 أطفال من هؤلاء قد يتعرض لأعراض شديدة تستدعي التدخل الطبي الفوري أو دخول المستشفى.