الرياضة والنشاط البدني للأطفال.. سلاح سري لمواجهة الاضطرابات النفسية

أشارت دراسة حديثة نشرتها مجلة JAMA Pediatrics إلى أن الأطفال الذين يحافظون على مستويات منتظمة من النشاط البدني يكونوا أقل عرضة للإصابة بمشكلات الصحة النفسية مثل: القلق والاكتئاب خلال فترة الطفولة وحتى سنوات المراهقة المبكرة.

الأطفال الذين يمارسون التمارين أقل عرضة للقلق والاكتئاب

ممارسة الرياضةالأطفال الذين يمارسون التمارين أقل عرضة للقلق والاكتئاب

وحلل الباحثون في هذه الدراسة بيانات أكثر من 15 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 10 سنوات، وتبين أن أولئك الذين شاركوا في أنشطة رياضية منتظمة سواء داخل المدرسة أو خارجها كانوا أقل بنسبة ملحوظة في مواجهة أعراض اضطرابات المزاج مقارنة بأقرانهم غير النشطين.

التمارين المعتدلة إلى القوية تحدث فرقاً كبيراً

اعتمدت الدراسة على قياس مستويات النشاط البدني للأطفال باستخدام أجهزة تتبع قابلة للارتداء إلى جانب تقييمات سلوكية أجراها أولياء الأمور والمعلمون، ووجد الباحثون أن حتى 30 دقيقة من التمارين اليومية التي تتراوح بين المعتدلة والقوية كافية لخفض خطر الإصابة بـ الاكتئاب والقلق بنسبة تصل إلى 20%.

وأشارت مجلة JAMA Pediatrics إلى أن هذه النتائج ما تزال ثابتة حتى بعد تعديل عوامل أخرى مثل الحالة الاجتماعية والاقتصادية والنظام الغذائي وأنماط النوم.

النشاط البدني يدعم توازن الدماغ الكيميائي

7 عادات سلبية تسبب شيخوخة الدماغ وتدهور الذاكرةالنشاط البدني يدعم توازن الدماغ الكيميائي

يفسر الأطباء هذه النتائج بأن التمارين الرياضية تساهم في تحسين التوازن الكيميائي في الدماغ، بما في ذلك تنظيم مستويات السيروتونين والدوبامين وهما من المواد المرتبطة بتحسين المزاج، كما تعزز الرياضة من جودة النوم وتقلل من مستويات التوتر لدى الأطفال مما يدعم استقرارهم النفسي بشكل عام.

وقالت الدكتورة جينيفر شو، طبيبة الأطفال والمتحدثة باسم American Academy of Pediatrics، إن إدراج التمارين ضمن الروتين اليومي للأطفال يجب أن يُنظر إليه كأداة وقائية للصحة النفسية وليس فقط للوقاية من السمنة أو دعم صحة القلب.

أهمية التشجيع على النشاط منذ الصغر

تشدد الدراسات على ضرورة إشراك الأطفال في أنشطة حركية في سن مبكرة كجزء من أسلوب الحياة اليومي مثل المشي إلى المدرسة أو اللعب في الهواء الطلق أو الالتحاق بأنشطة رياضية منتظمة.

كما نبه الباحثون إلى أهمية تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات، إذ إن ارتفاع معدلات الجلوس يرتبط بزيادة في مؤشرات الاكتئاب، بحسب ما ورد في دراسة أخرى نشرت في The Lancet Child & Adolescent Health.

الرياضة بديل وقائي قبل اللجوء إلى الأدوية

الرياضة والنشاط البدني للأطفالالرياضة والنشاط البدني للوقاية من الاكتئاب

يرى الخبراء أن هذه النتائج قد تفتح باباً أوسع لاستخدام التمارين كوسيلة علاجية ووقائية في آن واحد، بدلاً من الاعتماد المبكر على الأدوية النفسية والتي قد تحمل آثاراً جانبية على المدى الطويل، حيث يمكن الاعتماد على الرياضة كوسيلة طبيعية لتعزيز الصحة النفسية للأطفال.

وأوصى الباحثون بضرورة إدراج التربية البدنية كأولوية في البرامج المدرسية والعمل على تدريب المعلمين وأولياء الأمور على كيفية دعم الأطفال نفسياً من خلال الرياضة، ضمن توصيات طويلة المدى تسعى لتعزيز جودة الحياة النفسية للأجيال المقبلة.