في إنجاز طبي غير مسبوق أعلنت كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز عن إتمام أول عملية زراعة كاملة للعضو الذكري وكيس الصفن في التاريخ، العملية أُجريت لجندي أمريكي سابق أصيب بجروح بالغة جراء انفجار عبوة ناسفة خلال خدمته في أفغانستان ما أدى إلى فقدان جزء كبير من أعضائه التناسلية، وقد استغرقت الجراحة نحو 14 ساعة متواصلة وشهدت مشاركة فريق طبي متخصص في زراعة الأعضاء والترميم الجراحي.
في بيان صادر عن المريض الذي اختار عدم الكشف عن هويته، عبّر عن التأثير العاطفي العميق للعملية قائلًا: "إنها إصابة يصعب استيعابها ليست من النوع الذي تتقبله بسهولة، لكن عندما استيقظت بعد الجراحة شعرت وكأنني أصبحت إنسانا طبيعياً من جديد واستعدت شيئاً من الثقة كأنني أصبحت بخير أخيراً".
من جهته، قال الدكتور دبليو. بي. أندرو لي، من جامعة جونز هوبكنز، إن الفريق الطبي يأمل أن تساعد هذه العملية في استعادة وظائف التبول والوظائف الجنسية بشكل شبه طبيعي لهذا الشاب.
الجراحة تُعيد الشعور بالثقة والهوية
ورغم أن الجراحة شملت زراعة العضو الذكري وكيس الصفن إلا أن الأطباء اختاروا عدم زراعة الخصيتين، السبب يعود إلى تعقيدات أخلاقية إذ أن الخصيتين تحتويان على خلايا تناسلية تحمل الحمض النووي الخاص بالمتبرع المتوفى وهو ما يثير جدلًا أخلاقياً حول توريث الصفات الوراثية من شخص لم يَمنح إذناً مباشراً بذلك.
وبحسب ما ذكرته مجلة Time، فإن الأطباء قاموا بزراعة كيس الصفن فقط دون خصيتين بداخله لتفادي هذا الإشكال الأخلاقي.
لا يقتصر هذا الإنجاز على كونه سبقًا طبيًا بل يمثل أيضاً أملًا كبيراً للمحاربين القدامى في الولايات المتحدة الذين تعرضوا لإصابات مشابهة، فقد أظهرت دراسة نُشرت عام 2016 أن بين عامي 2001 و2013 أُصيب 1,367 جندياً أمريكياً في العراق وأفغانستان بإصابات في الأعضاء التناسلية أو الجهاز البولي، هذه العملية تمنح هؤلاء الجنود فرصة لاستعادة جزء من حياتهم الشخصية والجسدية التي فُقدت بسبب الحرب.
تاريخ زراعة الأعضاء التناسلية في العالم
رغم أن زراعة العضو الذكري أُجريت من قبل، فإن هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها زراعة القضيب وكيس الصفن في إجراء جراحي واحد، وكانت أول عملية زراعة للعضو الذكري قد أُجريت في الصين عام 2006 إلا أن المريض قرر لاحقاً التراجع عنها، وفي عام 2015 نُفذت ثاني عملية زراعة ناجحة تبعتها عملية أُخرى في مستشفى ماساتشوستس العام عام 2016 لتُعد الأولى من نوعها في الولايات المتحدة.
تُعد عملية الزراعة هذه جزءاً من الإجراءات الطبية التجريبية ولذلك لم تُغطَّى تكاليفها من قبل شركات التأمين الصحي، ومع ذلك تولت جامعة جونز هوبكنز تغطية جميع النفقات الخاصة بالعملية تقديراً لطبيعتها الإنسانية والتجريبية.