اختبار المستضد النوعي.. كيف ينبهك لعودة أورام البروستاتا؟

يُعد اختبار المستضد النوعي للبروستاتا (PSA) أداة مهمة لمتابعة مرضى أورام البروستاتا ففي حين أن استخدامه كوسيلة للكشف المبكر عن المرض قد يثير بعض الجدل بسبب اكتشاف أورام بطيئة النمو لا تشكل خطراً على الحياة فإن دوره في مراقبة تطور المرض بعد التشخيص يُعتبر من الأدوات الأكثر فاعلية لدى الأطباء، وفقاً للدكتور مارك بي. غارنيك، أستاذ الطب في Harvard Medical School.

PSA بعد الجراحة

عند استئصال البروستاتا بالكامل جراحياً يُفترض أن ينخفض مستوى PSA في الدم إلى الصفر تقريباً إذ تتم إزالة جميع الخلايا المنتجة له لكن إذا ظهر ارتفاع جديد في PSA بعد الجراحة فإن ذلك يُعرف بعودة المرض البيوكيميائية، ما يشير إلى وجود خلايا خبيثة متبقية في الجسم لم تُكتشف بالتصوير التقليدي.

مزيج دوائي جديد لعلاج أورام البروستاتا المتقدمةPSA بعد الجراحة

PSA بعد العلاج الإشعاعي

على عكس الجراحة يدمّر الإشعاع الخلايا الخبيثة في البروستاتا مع بقاء الغدة نفسها لذلك لا ينخفض PSA إلى الصفر بل يصل إلى أدنى مستوى يُعرف بـ"النقطة الدنيا" (Nadir)، ويفضل الأطباء أن تكون أقل من 1 نانوجرام/مل أو حتى 0.5 نانوجرام/مل، وتُشخّص عودة المرض البيوكيميائية إذا ارتفع PSA بمقدار 2 نانوجرام/مل فوق هذه النقطة الدنيا.

ديناميكيات PSA وأهميتها

لا ينظر الأطباء فقط إلى ارتفاع PSA بل أيضًا إلى سرعة تضاعفه مع الوقت، فإذا تضاعف المستوى كل بضع سنوات يمكن الاكتفاء بالمتابعة، أما إذا تضاعف خلال ستة إلى ثمانية أشهر فهذا مؤشر مقلق يستدعي التفكير في خيارات علاج إضافية، هذه الديناميكيات تُعتبر من أهم المؤشرات لتحديد المسار العلاجي المناسب.

مراقبة المرضى على المدى الطويل

يخضع مرضى أورام البروستاتا النقيلي لاختبارات PSA كل ثلاثة أشهر تقريباً لتقييم فعالية العلاج، فإذا انخفضت المستويات أو استقرت يُعتبر العلاج ناجحاً، ومع تطور العلاجات لم يعد من الضروري أن يتلقى جميع المرضى علاجاً مستمراً مدى الحياة إذ يمكن إيقاف بعض الأدوية إذا استقرت مستويات PSA وظلت النقائل غير مرئية في التصوير الطبي.

تسريع إجراءات اعتماد دواء جديد لعلاج ورم البروستاتا المتقدميخضع مرضى أورام البروستاتا النقيلي لاختبارات PSA كل ثلاثة أشهر

دور PSA في العلاجات التجريبية

إلى جانب العلاجات التقليدية يُستخدم فحص PSA أيضًا في تقييم الاستجابة للعلاجات التجريبية الخاصة بالحالات المتقدمة جداً، ويُعتبر انخفاض PSA بنسبة 50% أو أكثر مؤشراً إيجابياً على فعالية العلاج، ما يجعل الاختبار عنصراً أساسياً في التجارب السريرية الخاصة بعقاقير جديدة لم توافق عليها FDA بعد.