العلاقة الحميمية ليست مجرد جانب عاطفي بل إنها ترتبط أيضاً بصحة القلب، إذ تشير الدراسات إلى أن النشاط الجنسي المنتظم يساهم في خفض ضغط الدم وتحسين الدورة الدموية وزيادة إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يقلل من مستويات التوتر، لكن بعد المرور بأحداث صحية خطيرة مثل النوبة القلبية أو الخضوع لعملية في القلب يطرح كثير من الأزواج سؤالًا مهماً: متى يكون من الآمن العودة إلى العلاقة الحميمية؟
بحسب ما ورد في Harvard Heart Letter، يُعد النشاط الجنسي في الأساس نوعًا من التمارين البدنية المعتدلة إذ يعادل الجهد المبذول خلال العلاقة الحميمية صعود درجين إلى ثلاثة من السلالم، لذلك إذا كان المريض قادراً على ممارسة أنشطة يومية معتدلة دون ظهور أعراض مثل ألم الصدر أو ضيق التنفس فإن ذلك مؤشر على أن القلب قد يكون مستعداً لاستئناف العلاقة.
تشير الدراسات إلى أن معظم المرضى الذين يتعافون من نوبة قلبية يمكنهم العودة إلى العلاقة الحميمية بعد فترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع لكن بشرط الحصول على موافقة الطبيب، ويعتمد القرار على تقييم حالة المريض ومدى استقرار ضغط الدم ووظائف القلب، إضافةً إلى انتظام العلاج الدوائي.
ويؤكد الأطباء أن الدعم النفسي يلعب دوراً لا يقل أهمية عن التعافي الجسدي إذ يعاني بعض المرضى من قلق أو خوف من تكرار النوبة أثناء العلاقة، ما يستدعي استشارة متخصص لمساعدتهم على تجاوز هذه المخاوف.
النوبة القلبية
في حالة الخضوع لجراحة القلب المفتوح أو تركيب دعامات عبر القسطرة يختلف توقيت استئناف العلاقة وفقاً لنوع العملية، فبعد الجراحة الكبرى مثل جراحة الشرايين التاجية قد يستغرق الأمر من ستة إلى ثمانية أسابيع حتى يكون المريض قادراً على بذل مجهود بدني يشمل العلاقة الحميمية أما في حالة تركيب الدعامات أو إجراء قسطرة علاجية فقد تكون العودة أسرع عادة بعد أسبوع واحد إذا لم تظهر مضاعفات.
يوصي الأطباء بعدم اتخاذ قرار العودة إلى النشاط الجنسي بشكل فردي بل يجب أن يتم الأمر ضمن خطة علاجية شاملة إذ يمكن للطبيب المعالج تقييم حالة القلب بدقة والتأكد من سلامة الأدوية الموصوفة خاصة أن بعض العلاجات قد تؤثر على القدرة الجنسية أو تتعارض مع أدوية أخرى مثل أقراص علاج ضعف الانتصاب.
بعض العلاجات قد تؤثر على القدرة الجنسية
العلاقة الحميمية ترتبط أيضاً بالراحة النفسية والثقة بين الشريكين لذلك فإن التدرج في العودة والحديث بصراحة عن المخاوف والتوقعات قد يساعد في جعل التجربة أكثر أمانًا وطمأنينة، ويرى الخبراء أن تقليل التوتر والاهتمام باللياقة البدنية والالتزام بالعلاج الدوائي كلها عوامل تساعد المريض على استعادة حياته الطبيعية بعد المرور بأزمة قلبية أو عملية جراحية.