من بناء العضلات إلى تحسين المزاج.. كيف تحارب تمارين القوة الاكتئاب؟
كيف تحارب تمارين القوة الاكتئاب؟
لطالما ارتبطت التمارين الهوائية مثل الجري والمشي السريع بتحسين الحالة المزاجية والتقليل من أعراض الاكتئاب، وكانت النصيحة الشائعة دائمًا هي: "تحرك، اخرج للجري" سواء جاءت من الأطباء أو من الأصدقاء والعائلة.
هل رفع الأثقال يضاهي الجري في تأثيره النفسي؟
دراسة جديدة نُشرت في مجلة JAMA Psychiatry أعادت النظر في هذا التصور السائد حيث تشير إلى أن تدريب المقاومة (أو ما يُعرف بتمارين القوة) قد يكون فعالًا تمامًا مثل التمارين الهوائية في مكافحة الاكتئاب.
هل رفع الأثقال يضاهي الجري في تأثيره النفسي؟
تحليل شامل يكشف تأثيرًا واضحًا
اعتمد الباحثون في هذه الدراسة على مراجعة وتحليل بيانات 33 دراسة سابقة شملت ما مجموعه 1877 مشاركًا، وأظهرت النتائج أن ممارسة تمارين القوة مثل رفع الأوزان أو استخدام أجهزة المقاومة كان لها تأثير مشابه تمامًا لتأثير التمارين الهوائية في تقليل أعراض الاكتئاب.
وما كان لافتًا في نتائج التحليل أن التأثير الإيجابي لم يرتبط بزيادة الكتلة العضلية بحد ذاتها، بل إن مجرد ممارسة التمارين بانتظام بغض النظر عن النتائج الجسدية كان كافيًا لإحداث تحسن نفسي.
فوائد نفسية تتجاوز تقوية العضلات
في السابق كان هناك أدلة علمية تدعم فعالية تمارين القوة في تقليل مستويات القلق لكن لم يكن واضحًا ما إذا كانت هذه الفائدة تمتد إلى الاكتئاب أيضًا، الدراسة الجديدة جاءت لتؤكد هذا الأثر خاصة بين الأشخاص الذين يعانون من حالات اكتئاب خفيفة إلى متوسطة.
وبحسب الباحثين؛ فإن هذه النتيجة تحمل أهمية كبيرة نظرًا للانتشار الواسع لمرض الاكتئاب عالميًا وتأثيره البالغ على نوعية الحياة بالإضافة إلى الشعبية المتزايدة لتمارين القوة بين مختلف الفئات العمرية في السنوات الأخيرة.
أثر عالمي لمشكلة نفسية شائعة
يُقدر أن أكثر من 300 مليون شخص حول العالم يعانون من الاكتئاب مما يجعله أحد أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث، ورغم توافر علاجات دوائية ونفسية متعددة فإن دمج النشاط البدني خاصة تمارين المقاومة في الخطط العلاجية قد يوفر خيارًا فعالًا وآمنًا وذو تكلفة منخفضة.
أكثر من 300 مليون شخص حول العالم يعانون من الاكتئاب
السؤال الذي يطرحه البعض هو: كم من الوقت نحتاج لقضائه في صالة الألعاب الرياضية أسبوعيًا لتحقيق هذا الأثر؟، الإجابة لم تُحدد بدقة في الدراسة لكنها تؤكد أن الالتزام المنتظم بأي نوع من تمارين القوة حتى وإن كانت خفيفة قد يسهم في رفع الحالة النفسية بمرور الوقت.
رفع الأثقال ورفع المعنويات
سواء كنت مبتدئًا في تمارين المقاومة أو تمارسها بالفعل فإن هذه الدراسة تضيف سببًا جديدًا للاستمرار ليس فقط لبناء العضلات أو تحسين الشكل الخارجي بل أيضًا لدعم الصحة النفسية ومقاومة الشعور بالحزن أو الانسحاب، ويبدو أن عبارة "ارفع نفسك من الاكتئاب" قد أصبحت حرفيًا دعوة إلى رفع الأثقال أيضًا.
