خلصت مراجعة علمية جديدة إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تُخفف من اضطرابات المزاج لدى الأطفال والمراهقين وقد تكون بديلاً فعالاً للأدوية مثل مضادات الاكتئاب.
وأشارت الدراسة التي نُشرت في مجلة Journal of the American Academy of Child & Adolescent Psychiatry إلى أن كلاً من القلق والاكتئاب يتراجعان عند مشاركة الأطفال في برامج رياضية منظمة.
أظهرت المراجعة أن أعراض القلق والاكتئاب تستجيب لأنماط مختلفة من التمارين ما يُعزز أهمية تخصيص البرامج الرياضية بحسب طبيعة الاضطراب النفسي.
أنواع التمارين وتأثيرها على المزاج
وبالنسبة للقلق؛ كانت التمارين المقاومة منخفضة الشدة مثل رفع الأوزان الخفيفة أو استخدام أجهزة تدريب القوة بشكل لطيف هي الأكثر فعالية.
أما الاكتئاب؛ فاستجابت أعراضه بشكل أفضل للتمارين متوسطة الشدة وخاصةً البرامج التي تدمج بين الأنشطة الهوائية وتمارين القوة.
أظهرت البيانات أن أكبر التحسينات في أعراض الاكتئاب حدثت ضمن البرامج التي استمرت لأقل من ثلاثة أشهر ما يشير إلى أن فوائد النشاط البدني يمكن أن تظهر خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً.
كما أن الأطفال المصابين بالاكتئاب أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) كانوا الأكثر استفادة من ممارسة الرياضة بحسب ما أفاد به الباحثون.
قال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور بن سينغ، الزميل البحثي في جامعة جنوب أستراليا، في بيان صحفي: "التمارين الرياضية تُعد وسيلة منخفضة التكلفة ومتاحة على نطاق واسع وقد تُحدث فارقاً حقيقياً في الصحة النفسية للأطفال".
التمارين الرياضية تُحدث فارقاً حقيقياً في الصحة النفسية للأطفال
وأضافت الباحثة المشاركة كارول ماهر، مديرة Alliance for Research in Exercise, Nutrition and Activity في الجامعة ذاتها: "الرسالة الأساسية واضحة: تحرّك وواصل الحركة، حتى الدفعات القصيرة من النشاط الجسدي يمكن أن تُحدث فرقاً حقيقياً في الصحة النفسية للأطفال خاصةً أولئك الذين يعانون".
اللافت في النتائج أن الأطفال لم يكونوا بحاجة إلى ممارسة الرياضة يومياً أو لساعات طويلة حتى يلاحظوا تحسناً لم تُسجل فروق كبيرة بين الأطفال الذين مارسوا التمارين من مرة إلى 3 مرات أسبوعياً وأولئك الذين تدربوا بمعدل أعلى كما لم يؤثر طول مدة التمرين بشكل واضح على النتائج.
الأنشطة الترفيهية كافية لتحقيق الفائدة
أكد الباحثون أنه لا حاجة للالتحاق بصالات الألعاب الرياضية أو دفع اشتراكات مكلفة لتحقيق الفوائد المرجوة فالأنشطة القائمة على اللعب والألعاب الرياضية والحركة الحرة في الهواء الطلق كلها أشكال فعالة من النشاط البدني تسهم في دعم الصحة النفسية للأطفال.
أوصى الباحثون بدمج الرياضة بشكل أكبر في أنظمة الرعاية النفسية للأطفال والمراهقين سواء في المدارس أو المجتمعات أو المؤسسات العلاجية مع التركيز على البرامج المنظمة التي تشمل تمارين القوة أو مزيجًا من الأنشطة لما لها من آثار إيجابية واعدة.