يُعد العلاج الكيميائي من أكثر العلاجات المستخدمة لمكافحة السرطان لكنه غالباً ما يسبب العديد من الآثار الجانبية المؤلمة مثل الألم والغثيان وتغييرات في المزاج والإرهاق، ومع ذلك تظهر الأبحاث الحديثة أن ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تخفيف هذه الآثار الجانبية مما يساهم في تحسين الحالة الصحية العامة للمرضى.
في مراجعة حديثة نشرت في "British Journal of Sports Medicine" قام الباحثون بتقييم الأدلة الحالية حول تأثيرات التمارين الرياضية على مرضى السرطان، وجدت الدراسة أن التمارين يمكن أن تساعد في تقليل بعض الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج الكيميائي مثل الألم والإرهاق بالإضافة إلى تعزيز الصحة النفسية للمريض.
التمارين تقلل من الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج الكيميائي
شملت المراجعة أنواعاً مختلفة من التمارين مثل التمارين الهوائية وتمارين المقاومة والتدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT) بالإضافة إلى تمارين العقل والجسم مثل اليوغا، وجد الباحثون أن التمارين الهوائية والمقاومة كانت الأكثر تأثيراً في تقليل الأعراض الجسدية مثل الألم والقلق بينما أظهرت التمارين تحسناً ملحوظاً في الصحة النفسية بما في ذلك تقليل الاكتئاب والقلق.
أظهرت الدراسات أن 54% من الارتباطات بين التمارين والحد من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي كانت "ذات دلالة إحصائية"، كما تبين أن التمارين يمكن أن تحسن وظائف الدماغ والمزاج وتقلل من أعراض ضباب الدماغ والإرهاق، إضافةً إلى ذلك ساعدت التمارين الهوائية في تقليل الأعراض العصبية الطرفية المرتبطة بالعلاج الكيميائي مما يعزز من جودة الحياة للمريض.
لم تقتصر فوائد التمارين على الأعراض الجسدية فقط بل أظهرت أيضاً تحسيناً في المؤشرات الحيوية مثل البروتين التفاعلي C والإنسولين، كما تبين أن التمارين تساهم في تقليل المضاعفات الصحية بعد الجراحة حيث ارتبط المرضى الذين مارسوا التمارين قبل الجراحة بفرص أقل للمشاكل الصحية بعد العملية.
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين خضعوا لتمارين ما قبل الجراحة كانوا أقل عرضة للمضاعفات الصحية المرتبطة بالجراحة، كما ساعدت الأنشطة الهوائية مع تمارين المقاومة في تقليل الإرهاق المرتبط بالسرطان وكان لهذه التمارين تأثير إيجابي على قوة العضلات وتركيب الجسم بشكل عام.
تمارين المقاومة تقلل الإرهاق المرتبط بالسرطان وتقوي العضلات
تشير الدراسات إلى أن النشاط البدني يمكن أن يكون أداة فعالة لتحسين النتائج الصحية لمرضى السرطان، حيث يشير الخبراء أنه من المهم تشجيع الأطباء على نصح مرضاهم بزيادة النشاط البدني لتحسين نتائج العلاج، هذه النصيحة تبرز أهمية النشاط البدني في الحفاظ على نوعية حياة جيدة للمرضى الذين يتلقون علاج السرطان.
تشير هذه الدراسات إلى أن التمارين ليست مجرد وسيلة لتحسين اللياقة البدنية فقط بل هي أيضاً عامل رئيسي في تحسين الصحة النفسية وجودة الحياة العامة، من خلال ممارسة التمارين بانتظام يمكن للمرضى تقليل الآثار الجانبية لعلاج السرطان، ما يؤدي إلى تحسن شامل في صحتهم الجسدية والعقلية.