في عالم يزداد تركيزه على المظهر الخارجي والنجاح الوظيفي، ظهرت "متلازمة البطة" كـ ظاهرة نفسية تنتشر خاصة بين الشباب وطلاب الجامعات والعاملين في بيئات تنافسية عالية، تُشبه هذه المتلازمة البطة التي تسبح بهدوء فوق الماء بينما تتحرك أقدامها بجنون تحت السطح؛ حيث يبدو الشخص هادئاً وناجحاً من الخارج، بينما يعاني داخلياً من ضغوط هائلة، وقلق، وإرهاق نفسي.متلازمة البطة" ظاهرة نفسية تنتشر بين طلاب الجامعات
تؤثر هذه المتلازمة على الصحة العقلية للأفراد، حيث يلجأ المصابون بها إلى إخفاء معاناتهم خلف قناع الكمال، خوفاً من الحكم الاجتماعي أو الفشل، ومع انتشار منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت المقارنات السلبية والضغط لإظهار حياة مثالية عاملاً يزيد الأمر سوءاً.
وفي السطور التالية تستعرض "بوابة صحة" أعراض متلازمة البطة، والعوامل التي تزيد خطر الإصابة بها.
متلازمة البطة هي ظاهرة نفسية وليست حالة طبية معترف بها رسمياً في التصنيف التشخيصي لـ الأمراض النفسية، وهي تصف حالة يعيشها بعض الأشخاص، غالباً طلاب الجامعات أو الأفراد الذين يسعون لتحقيق إنجازات عالية، حيث يبدون هادئين ومسيطرين على الأمور من الخارج، بينما يخفون صراعاتهم الداخلية وجهودهم المضنية للتكيف والنجاح.
لا توجد معايير تشخيصية محددة لمتلازمة البطة؛ لعدم وجود تشخيص رسمي، ولكن الأعراض الشائعة تتضمن: إظهار الهدوء والكمال رغم الصراعات الداخلية، كالقَلق والتوتر، ومقارنة الذات بالآخرين، والخوف من الفشل والنقد، ما يؤدي لصعوبة طلب المساعدة واضطرابات في النوم والشهية.
تتطلب الحياة الحالية موازنة بين المسؤوليات المتعددة، وبالتالي يحاول الأشخاص توزيع وقتهم وطاقتهم بين كل المجالات، ما يؤثر في صحتهم الجسدية والعقلية، خاصةً مع سعي الطلاب وغيرهم للتفوق في مجالات متوازية، مُخفين بذلك صعوباتهم وتأثير الجهد المبذول على المكاسب المحققة.
وتتضمن العوامل التي تزيد خطر الإصابة بمتلازمة البطة، عيش طلاب الجامعة بعيداً عن العائلة للمرة الأولى، والزيادة الكبيرة في المتطلبات الأكاديمية، إضافةً إلى الضغط الاجتماعي المرتبط بالالتحاق بالجامعة،كما تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة ضغط ليظهر الشباب وكأنهم يحققون الكمال دون عناء، رغم الضغوط التي يتعرضون لها.
كما أن الآباء الذين يبالغون في متطلباتهم المرتبطة بتعليم أبنائهم والتدخل المفرط في حياتهم يتسببون في إصابة الأطفال والمراهقين والشباب بمتلازمة البطة، حسب موقع MedicineNet.
وفي حالة معاناة الأشخاص من الاكتئاب أو القلق يمكن أن تُطوِر مثل هذه الأمراض النفسية من متلازمة البطة، ويُعتقد أنه العامل الوراثي جزء من معاناة الأشخاص بالاكتئاب والقلق ويجعلهم هذا أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة البطة.العوامل الخفية المساهمة في القلق السعي للكمال
ومن بين العوامل الخفية المساهمة في حدوث القلق والاكتئاب السعي للكمال، وانخفاض تقدير الذات، وصورة الجسم السلبية، والنقد الذاتي المفرط، والشعور بالعجز في كثير من الأحيان عند التعامل مع الأحداث السلبية.