دراسة صادمة: النوم أمام التلفزيون أو الهاتف يسبب زيادة الوزن

في وقت باتت فيه الشاشات جزءاً من طقوسنا الليلية، أظهرت دراسة جديدة -نُشرت في مجلة JAMA Internal Medicine- أن النوم أمام التلفزيون أو الهاتف الذكي قد يؤدي إلى زيادة الوزن، حيث أوضحت أن التعرض للضوء الصادر عن الأجهزة الإلكترونية أثناء النوم يمكن أن ينعكس سلباً على جودة النوم ويؤثر بالتالي على الصحة العامة بما في ذلك الوزن.

ضوء الشاشات قد يفسد جودة نومك

تثبيط إنتاج الميلاتونين ما ينعكس سلباً على جودة النومضوء الشاشات قد يفسد جودة نومك

أشرف على الدراسة National Institutes of Health (NIH)، وأكد الباحثون أن التعرض للضوء ليلاً يرتبط بمخاطر صحية غير متوقعة.

ومن جانبها، قالت ديل ساندلر؛ العالمة الرئيسية في الدراسة والعاملة في قسم الصحة البيئية بـNIH: "من الناحية التطورية نحن مهيؤون للنوم ليلًا في الظلام، الأمر أكثر أهمية مما يعتقده كثيرون لأسباب صحية متعددة".

النوم في الظلام ليس رفاهية

تشير نتائج الدراسة إلى أن الجسم البشري تطور على مدى ملايين السنين ليعمل وفق ساعة بيولوجية مدتها 24 ساعة تقريباً، وعندما يحل الظلام يبدأ الجسم في إفراز الهرمونات التي تساعد على النوم العميق والمتوازن لكن وجود الضوء أثناء النوم سواء كان من شاشة تلفاز أو هاتف ذكي يعكر هذا الإيقاع الطبيعي، ما قد يؤدي إلى اضطرابات النوم وزيادة الوزن على المدى الطويل.

وتنبّه الدراسة إلى أن تقنيات العصر الحديث رغم فوائدها قد أخلّت بالتوازن البيولوجي حيث أصبح الناس أكثر عرضة للنوم وسط مؤثرات بصرية وصوتية متواصلة.

دراسة سابقة تربط الضوء بمقاومة الإنسولين

ما توصلت إليه الدراسة الجديدة يتقاطع مع نتائج بحث سابق أُجري عام 2018 في Northwestern University، أظهر أن التعرض لضوء أبيض أثناء النوم يمكن أن يؤدي إلى تدهور مؤشرات صحية في وقت قصير ومنها مقاومة الجسم للإنسولين وهي من أبرز العوامل المؤدية إلى الإصابة بمرض السكري.

وقالت الدكتورة آيفي تشيونغ ميسون؛ الباحثة الرئيسية في تلك الدراسة، في بيان صحفي: "تشير نتائجنا الأولية إلى أن مجرد ليلة واحدة من التعرض للضوء خلال النوم تؤثر مباشرة على مقاومة الإنسولين في الجسم".

العادات الليلية قد تكون مضلّة

ما هي متلازمة قلة النومالعادات الليلية قد تكون مضلّة

بعيدًا عن المفاهيم السائدة حول أن مشاهدة التلفاز أو تصفح الهاتف قبل النوم وسيلة للاسترخاء، تؤكد الدراسات أن لهذه العادات أثمانًا صحية، فالنوم في ضوء خافت أو أمام شاشة تعمل لا يؤثر فقط على نوعية النوم بل قد يزيد من احتمالية اكتساب وزن زائد نتيجة الاضطرابات الهرمونية الناتجة عن قلة النوم الجيد.

وبالتالي، فإن التخلص من عادة مشاهدة التلفاز قبل النوم بل وحتى الاستغناء عن المصباح الليلي قد يكون خطوة ضرورية لتحسين الصحة العامة، النوم في ظلام تام لا يمنح راحة أفضل فحسب بل يساهم أيضاً في استقرار العمليات البيولوجية المرتبطة بالوزن والطاقة.