قرار صادم من واشنطن: توقف التمويل الأمريكي للتحالف العالمي للقاحات

أعلن وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي روبرت ف. كينيدي الابن، أن الولايات المتحدة ستتوقف عن تمويل "غافي"، التحالف العالمي للقاحات، وهو قرار أثار موجة من الانتقادات الدولية.

قرار مفاجئ من واشنطن

جاء الإعلان في مقطع مصوّر عُرض خلال قمة "غافي" في بروكسل حيث اتهم "كينيدي" المنظمة بعدم القيام بما يكفي لضمان سلامة اللقاحات رغم عدم تقديمه أي أدلة تدعم مزاعمه بحسب ما أوردته The Washington Post.

وقال "كينيدي" في الفيديو: "عندما ظهرت مشكلات تتعلق بسلامة اللقاحات أمام غافي تعاملت معها ليس باعتبارها قضية صحية تمس المرضى، بل كأزمة علاقات عامة".

قرار مفاجئ من واشنطنقرار مفاجئ من واشنطن

ادعاءات مثيرة للجدل ورد حاسم من "غافي"

استشهد كينيدي بدراسة تشير إلى أن لقاح DTP الذي يحمي من الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي قد يزيد من خطر وفيات الأطفال، غير أن "غافي" نفت هذا الادعاء بشدة مؤكدة ثقتها الكاملة في فعالية وسلامة هذا اللقاح الذي كان له دور محوري في تقليص وفيات الأطفال في الدول التي تخدمها المنظمة.

وقالت "غافي" في بيان رسمي: "في الأماكن التي يصعب فيها الوصول إلى المستشفيات ويكون خطر الإصابة بالأمراض كبيراً فإن الحماية الأقوى التي يوفرها لقاح DTwP ضد هذه الأمراض المهددة للحياة تفوق بكثير الآثار الجانبية المؤقتة التي قد يسببها".

تحالف ساهم في إنقاذ ملايين الأرواح

تأسست "غافي" كمبادرة دولية تجمع بين القطاعين العام والخاص وساهمت منذ عام 2000 في تطعيم أكثر من 1.1 مليار طفل في 78 دولة مما أدى إلى تفادي نحو 18.8 مليون حالة وفاة بحسب The Washington Post، وتدعم المنظمة توفير لقاحات لنحو 20 مرضاً معدياً من بينها الحصبة والملاريا وفيروس الورم الحليمي البشري وإيبولا.

الحصبة تتفشى في أمريكاتحالف ساهم في إنقاذ ملايين الأرواح

تعتمد "غافي" على التفاوض مع الشركات المصنعة للحصول على اللقاحات بأسعار منخفضة كما تساعد الدول على تمويل شراء هذه الجرعات، وكانت الولايات المتحدة ثالث أكبر ممول للمنظمة العام الماضي حيث وفرت نحو 12% من إجمالي تمويلها خلف المملكة المتحدة ومؤسسة بيل وميليندا غيتس.

انتقادات واسعة لقرار كينيدي

وصف خبراء الصحة العالمية القرار بأنه كارثي حيث قال بربهات جا، أستاذ الصحة العالمية وعلم الأوبئة بجامعة تورنتو: "قرار كينيدي سيتسبب في وفاة أطفال"، بينما اعتبر أتول جاواندي، الرئيس السابق للصحة العالمية في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أن القرار مأساة وكابوس وأن هذا الانسحاب سيكلف مئات الآلاف من أرواح الأطفال سنويًا، مضيفًا "وروبرت كينيدي الابن سيكون مسؤولًا بشكل مباشر عن ذلك".

أما بيل غيتس، أحد مؤسسي "غافي"، فدعا الكونغرس الأمريكي إلى التراجع عن القرار، محذرًا من عواقب مدمرة من بينها: المزيد من الأطفال المرضى المتخلفين دراسيًا، المزيد من المستشفيات المكتظة، وفي النهاية المزيد من الآباء الثكالى".

دعم دولي رغم الانسحاب الأمريكي

اكتشاف مواد مسرطة في الحلويات الأمريكيةدعم دولي رغم الانسحاب الأمريكي

ورغم الانسحاب الأمريكي تعهد مانحون آخرون خلال القمة بتقديم أكثر من 9 مليارات دولار لدعم "غافي" من بينها 1.6 مليار دولار من مؤسسة غيتس وحدها.

وفي الوقت نفسه، نشرت مجلة The Lancet دراسة بتمويل من "غافي" حذرت فيها من تباطؤ التقدم في حملات التلقيح حول العالم، رغم الإنجازات التي تحققت بفضل جهود منظمة الصحة العالمية، وعزت الدراسة هذا التراجع إلى ضعف الوصول إلى اللقاحات وتداعيات جائحة كوفيد-19 وانتشار المعلومات المضللة.

وفي تطور آخر، قام "كينيدي" بإعادة تشكيل اللجنة الاستشارية للقاحات في الولايات المتحدة، وأقال جميع أعضائها الـ17 مستبدلًا إياهم بثمانية أعضاء جدد بعضهم معروف بمواقف معارضة للقاحات، ووفقاً لـ The Washington Post تعتزم اللجنة الجديدة مراجعة جدول لقاحات الأطفال وإعادة النظر في توصيات لقاح التهاب الكبد الوبائي B.