فقدان الذاكرة والخرف أصبحا من الأمراض المتداولة في العصر الحالي، بسبب انتشار أسبابها في حياتنا اليومية، وهما من أكثر المشكلات العصبية شيوعاً التي تصيب كبار السن، تاركين وراءهم آثارا مدمرة على حياة الفرد وعائلته.
فقدان الذاكرة
وفي السطور التالية تستعرض بوابة الصحة الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان الذاكرة، لمحاولة تفاديها في الحياة اليومية.
تعد قلة النوم من أهم الأسباب التي تسبب فقدان الذاكرة، فمن الصعب تذكر الأشياء عندما لا تنم بشكل جيد، لأن النوم يقوي الروابط بين خلايا الدماغ التي تساعدك على التذكر على المدى الطويل، حيث يعد النوم هو المسؤول الأول في المقام الأول عن التركيز وتكوين المشاهد والذكريات، لذا يُنصح بالنوم لمدة 8 ساعات يومياً، وممارسة الرياضة، وتجنب المشروبات والكافيين في وقت متأخر من اليوم، للحفاظ على صحة الدماغ والقدرة على التذكر.
بعض الأدوية التي تحتوي على مواد مهدئة، مثل الأدوية المساعدة على النوم والمهدئات، والباسطة للعضلات يمكن أن تضعف ذاكرتك، إضافةً إلى أدوية ضغط الدم ومضادات الهيستامين ومضادات الاكتئاب.
لذا يُنصح بزيارة الطبيب فوراً عند الشعور بصعوبة في التذكر تزامناً مع بدء الحصول على أي عقار جديد، من أجل ضبط الجرعة لئلا تؤثر في ذاكرتك، أو وصف البديل.
مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الذاكرة بما في ذلك الخرف، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى إتلاف الأوعية الدموية الصغيرة التي تسمى الشعيرات الدموية في الدماغ، أو ربما يؤدي ارتفاع نسبة الإنسولين إلى إتلاف خلايا الدماغ.
ويواصل العلماء دراسة هذه القضية حتى يتمكنون من إبطاء هذا الانخفاض في الذاكرة، لذا حاول أن تتجنب مسببات الإصابة بمرض السكري، وإذا كنت مصاباً حاول السيطرة عليه عن طريق الأدوية وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.
يعتبر ارتفاع ضغط الدم من أهم أسباب زيادة خطر الإصابة بمشاكل الذاكرة، بما في ذلك الخرف، لأنه على الأرجح يدمر الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ.
إذا كنت مصاباً بارتفاع ضغط الدم يجب عليك التحكم في المرض، من خلال التغذية السليمة وممارسة الرياضة وتناول أدويتك الموصوفة من قبل الطبيب، حتى لا تتدهور وظائف الدماغ، وتؤثر في التذكر.
أسباب فقدان الذاكرة
القلق والاكتئاب يمكن أن يؤثران على مستوى التركيز لدى الأشخاص، والقدرة على التذكر، بما يصل إلى الخرف، وهي علاقة ما زال العلماء يحاولون البحث في أسبابها.
تحدث إلى طبيبك أو معالجك إذا كان القلق أو الاكتئاب يعيق استمتاعك بالحياة اليومية الطبيعية أو إذا كنت تفكر في إيذاء نفسك، فالعلاج يمكن أن يساعدك.
تعتبر الإصابة في الرأس من أشهر الطرق المعروفة لدى الإعلام والجمهور التي تسبب فقدان في الذاكرة، حيث يمكن أن تؤثر الضربة في الرأس (إصابة الدماغ المؤلمة) على الذاكرة قصيرة المدى، ووقتها ينسى الشخص مواعيده أو يشعر بعدم التأكد ما فعله في وقت سابق من اليوم.
عند التعرض إلى إصابة في الرأس وتطور الأمر إلى فقدان الوعي والمعاناة من الرؤية الضبابية، مع شعور بالدوار أو الارتباك أو الغثيان، يجب الذهاب فوراً إلى المستشفى.
إذا كان مؤشر كتلة جسمك (BMI) أكبر من 30 في منتصف العمر، فأنت أكثر عرضة للإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة، حيث يزيد الوزن الزائد في أي عمر احتمال الإصابة بأمراض القلب، ما يؤدي أيضاً في بعض الأحيان إلى تدهور الدماغ ومشاكل الذاكرة.
يمكنك حساب مؤشر كتلة الجسم عبر الإنترنت باستخدام طولك ووزنك، والتحدث مع طبيب مختص حول الوزن المناسب لك، حيث قد تتمكن من تحسين حالتك باتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
تقلل التمارين المنتظمة من خطر تدهور الدماغ ومشاكل الذاكرة والخرف، حيث تحسن وظائف المخ لدى أولئك الذين يعانون بالفعل من الخرف، لذا يُنصح بممارسة المشي أو السباحة أو حتى الرقص لمدة 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع لتجنب فقدان الذاكرة.
كثير ما يعاني مرضى القلب من فقدان الذاكرة، حيث تتباطأ حركة الدم في الشرايين، ويصبح تدفق الدم إلى الدماغ والأعضاء الأخرى صعباً، وهذا ما يسمى تصلب الشرايين.
وهذا ينتج عنه صعوبة في التفكير بوضوح وتذكر الأشياء، كما يمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية، وكلاهما يزيد فرص إصابتك بالخرف، وحتى إذا لم تكن مصابا بأحد أمراض القلب، فإن الأسباب المحتملة -مثل التدخين والسكري وارتفاع ضغط الدم- تزيد احتمالية الإصابة بالخرف.
التدخين يؤدي إلى تقليص أجزاء من دماغك مهمتها المساعدة على التفكير وتذكر الأشياء، ويزيد من خطر الإصابة بالخرف، لأنه يضر الأوعية الدموية، ما يزيد أيضاً خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، والتي يمكن أن تلحق الضرر بالدماغ وتسبب الخرف الوعائي.