يمر الأطفال الصغار بمرحلة مليئة بالمغامرات الصغيرة حيث يخطون خطواتهم الأولى بثقة غير مكتملة فيتعثرون ويقعون مراراً وتكراراً، ورغم أن هذه اللحظات قد تثير قلق الأهل فإنها تعد جزءاً طبيعياً من النمو وما يحتاجه الطفل في الغالب هو بيئة آمنة ودعم هادئ من الوالدين.
تشرح دراسة منشورة في مجلات مثل "Pediatrics" أن كثرة السقوط في عمر عامين وما حوله تُعد سلوكاً طبيعياً ناتجاً عن التطور المستمر للقدرات الحركية والبصرية وليس مؤشراً على مشكلة صحية في أغلب الحالات.
سقوط الأطفال بسبب عدم وجود توازن
هناك مجموعة من الأسباب الطبيعية التي تجعل الطفل غير ثابت على قدميه خلال العامين الأولين من العمر:
لا يزال الطفل يتعلم كيفية استخدام عضلاته للحفاظ على التوازن والانتقال من خطوة إلى أخرى بسلاسة وقد تستغرق هذه المهارة عدة أشهر حتى تترسخ.
التوازن والتنسيق مهارات تُكتسب تدريجياً، وكما يحتاج البالغ إلى وقت لتعلم رياضة جديدة يحتاج الطفل إلى وقت طويل ليتقن التحكم في جسمه أثناء الحركة.
ينشغل الصغير غالباً بما يريد الوصول إليه أكثر من التركيز على الطريق أمامه، ومع سرعة الحركة قد لا يتمكن من تجنب العوائق قبل الاصطدام بها.
الرؤية والمسافة والعمق لم تكتمل بعد حتى في عمر عامين، حيث لا تكون رؤية الطفل مثل رؤية البالغ ما يصعّب عليه تقدير المسافات.
الطفل لا يدرك بعد أن طرف الطاولة قد يصيبه أو أن سلكاً على الأرض قد يجعله يتعثر.
دور الآباء في حماية الأطفال
في معظم الحالات يحتاج الطفل إلى حضن مطمئن وكلمات تهدئة، وإذا كان هناك كدمة أو تورم بسيط يمكن وضع كمادة باردة أو كيس خضروات مجمّد ملفوف في قطعة قماش، وإن كان هناك ألم يمكن إعطاء جرعة مناسبة من الباراسيتامول.
أما إذا كان السقوط على الرأس فيجب مراقبة الطفل والانتباه لعلامات تستدعي الطبيب مثل القيء والنعاس الشديد وصعوبة المشي أو تغيّر طريقة الرؤية.
ينصح الأطباء بالتواصل في حال ظهور أي من العلامات التالية:
-صعوبة واضحة في المشي أو عدم القدرة على الوقوف.
-عدم التركيز بالعينين أو وجود حركات عينية غير طبيعية.
-ألم في الأذن أو مشكلات متكررة في السمع.
-كثرة السقوط مقارنة بالأطفال في نفس العمر.
-فقدان الوعي أو نوبات صرع يستلزم إسعافاً فورياً.
هذه الأعراض قد تشير إلى مشكلة في الرؤية أو الأذن الوسطى أو الجهاز العصبي وتستدعي التقييم الطبي.
إليكِ بعض الخطوات التي تساعد في الحد من الحوادث دون تقييد حركة الطفل الطبيعية:
1-تحديث إجراءات الأمان في المنزل: إزالة الزوايا الحادة أو تغطيتها وتثبيت الأسلاك وإبعاد الأثاث غير الثابت.
2-توفير مناطق لعب آمنة: مثل ألعاب التسلق المناسبة لعمر الطفل أو مسارات بسيطة باستخدام الوسائد.
3-تجنب الأسطح الصلبة: مثل الأرضيات الحجرية، قدر الإمكان.
4-العناية بالأحذية: الأفضل أن يكون الطفل حافياً داخل المنزل أو يرتدي جوارب مانعة للانزلاق.
5-الهدوء عند وقوع الحوادث: المبالغة في رد الفعل قد تجعل الطفل يخشى الحركة والاستكشاف.
6-عدم ترك الطفل دون مراقبة: فالحوادث تحدث في ثوانٍ.
تتطور مهارات التوازن والتنسيق والرؤية تدريجياً وتتحسن بشكل ملحوظ عند بلوغ الطفل عمر 3 سنوات، وخلال هذه الفترة يبقى دور الأهل أساسياً في توفير بيئة آمنة ومشجّعة للاستكشاف دون مخاطر كبيرة.