يؤكد أطباء الطب الرياضي أن الآلام المتكررة في المفاصل أو العضلات لدى الأطفال والمراهقين لا يجب أن تُفسَّر دائمًا على أنها "آلام نمو" طبيعية، فبحسب الدكتور ماثيو سيلفيس من Penn State Bone and Joint Institute، فهذه الآلام كثيرًا ما تكون علامة مبكرة على إصابات ناتجة عن الإفراط في الاستخدام خاصة لدى الرياضيين الصغار الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا مكثفًا.
ويشرح سيلفيس أن هذه الإصابات يمكن التنبؤ بها من خلال ما يُعرف بـ"قاعدة الثلاثة تاءات" (too much, too fast, too often) أي أن المبالغة في التدريب بسرعة كبيرة وبشكل متكرر تؤدي إلى إنهاك العضلات والمفاصل ما يسبب أوجاعًا مزمنة قد تتحول إلى إصابات حقيقية.
في السنوات الأخيرة أصبح العديد من الأطفال يشاركون في تدريبات ومباريات على مدار العام دون فترات راحة موسمية وهو ما يزيد من خطر الإصابات الناتجة عن الإجهاد المستمر.
ويشير "سيلفيس" إلى أن التركيز على رياضة واحدة لأكثر من 8 أشهر في السنة يضاعف احتمالات التعرض لهذه الإصابات، مضيفًا أن كثيرًا من الآباء والمدربين يخطئون عندما يفسرون آلام الطفل على أنها جزء طبيعي من النمو بينما هي في الواقع إشارة تحذيرية تستدعي التوقف والتقييم الطبي المبكر لتجنب تفاقم الحالة.
آلام النمو عند الأطفال
يؤكد الأطباء أن تجاهل الألم لفترات طويلة يؤدي إلى إصابات قد تجبر الطفل على التوقف عن ممارسة الرياضة تمامًا، في المقابل فإن التدخل المبكر و العلاج الطبيعي المناسب يسمحان بالاستمرار في النشاط الرياضي بأمان.
ويقول "سيلفيس": ربط المدربين والآباء بالإرشادات المعتمدة لكل رياضة يساعد كثيرًا في الوقاية من الإصابات، فعلى سبيل المثال الالتزام بتوصيات USA Baseball بشأن عدد الرميات يقلل بشكل كبير من إصابات الكتف والمرفق لدى لاعبي البيسبول الصغار.
كما يُنصح العداؤون بتقليل عدد الأميال بنسبة 50% مؤقتًا حتى تختفي الأعراض مع الحفاظ على المشاركة الاجتماعية والرياضية.
يوصي الخبراء الآباء بمراقبة العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى إصابة متكررة في العضلات أو المفاصل ومن أبرزها:
ويؤكد الأطباء أن ربط الألم بالنمو دون فحص دقيق قد يؤدي إلى تأخر التشخيص والعلاج، مما يجعل العودة إلى النشاط أكثر صعوبة لاحقًا.
تشير الأبحاث إلى أن التخصص المبكر في رياضة واحدة لا يضمن النجاح المستقبلي بل قد يرفع خطر الإصابة؛ لذا فإن تنويع الأنشطة الرياضية هو أفضل وسيلة لحماية الجسم من الإجهاد المتكرر.
ويشير خبراء الطب الرياضي إلى أن التنوع والاعتدال في النشاط البدني مع الالتزام بإرشادات السلامة هما المفتاح للحفاظ على صحة الصغار الرياضيين ومنع تحول "آلام النمو" إلى إصابات مزمنة.