علاقة صادمة بين مشاكل الأنف والأذن عند الأطفال بالـ ADHD

أشارت دراسة حديثة نُشرت في مجلة International Journal of Environmental Research and Public Health إلى وجود ارتباط واضح بين فقدان السمع والتهاب الأنف التحسسي وبين اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) لدى الأطفال.

وأكد الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من الحالتين معًا - فقدان السمع والتحسس الأنفي- أكثر عرضة للإصابة بـ ADHD مقارنة بمن يعانون من إحداهما فقط، مما يسلط الضوء على أهمية الفحص المبكر والمتكامل للصحة السمعية والتنفسية للأطفال المصابين باضطرابات الانتباه.

دواء  اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) لدى الأطفال

تفاصيل الدراسة ومنهجها العلمي

أُجريت الدراسة من قبل الباحثين بو رام يانغ وبونغ جيك كيم من جامعة تشونغنام الوطنية في كوريا الجنوبية، وشملت بيانات مستمدة من السجلات الطبية للأطفال المسجلين في قاعدة بيانات خدمة مراجعة وتقييم التأمين الصحي في كوريا خلال الفترة من 2009 إلى 2018.

وهدفت الدراسة إلى تقييم العلاقة بين التهاب الأنف التحسسي وفقدان السمع من جهة واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من جهة أخرى ضمن عينة كبيرة تمثّل المجتمع الكوري.

نتائج تُظهر علاقة وثيقة بين الحالات الثلاث

توصل الباحثون إلى أن كلًّا من فقدان السمع والتهاب الأنف التحسسي مرتبطان بشكل ملحوظ بزيادة خطر الإصابة بـ ADHD إلا أن الارتباط كان أقوى بكثير عندما يجتمع المرضان معًا في نفس الطفل.

وأشار التحليل الإحصائي إلى أن الأطفال الذين يعانون من الحالتين في الوقت نفسه لديهم احتمالية أعلى للإصابة باضطراب الانتباه مقارنة بمن يعانون من إحداهما فقط.

الفتيات أكثر تأثرًا بفقدان السمع

ومن الملاحظ أن الدراسة كشفت عن اختلاف بين الجنسين إذ أظهرت النتائج أن الفتيات اللاتي يعانين من فقدان السمع أكثر عرضة للإصابة بـ ADHD مقارنة بالأولاد وهو ما يشير إلى احتمال وجود فروق بيولوجية أو بيئية في كيفية تأثر الأطفال بفقدان السمع واضطرابات الانتباه.

أهمية الفحص المبكر والعلاج المتكامل

أكد الباحثون في بيانهم أن هذه النتائج تستدعي من الأطباء والمختصين أن يكونوا أكثر يقظة في متابعة الأطفال المصابين بـ ADHD خاصة إذا كانوا يعانون من حساسية الأنف أو ضعف السمع.

وكتب الباحثان في ختام دراستهما: "ينبغي التعامل مع هذه الحالات المصاحبة بشكل متزامن لأن علاجها معًا يمكن أن يُحسّن من فعالية إدارة أعراض ADHD ويُخفف من تأثيرها على الأداء الدراسي والسلوك الاجتماعي للأطفال".

طفل مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباهأهمية الفحص المبكر والعلاج المتكامل

انعكاسات على الممارسات الطبية والتعليمية

تشير هذه النتائج إلى ضرورة اعتماد منهج شامل في تشخيص الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة بحيث يشمل فحوصات للسمع والجهاز التنفسي العلوي إلى جانب التقييم النفسي والسلوكي المعتاد.

كما تدعو الدراسة إلى تعزيز التعاون بين أطباء الأنف والأذن والحنجرة وأطباء الأطفال وأخصائيي النفس والسلوك لتقديم رعاية متكاملة تساعد في تحسين جودة الحياة للأطفال وتقليل المضاعفات المرتبطة بالاضطراب.