يُعد السعال الديكي، أو pertussis، من الأمراض التنفسية المعدية التي تصيب الأطفال والبالغين على حد سواء وتسببه بكتيريا تُعرف باسم Bordetella pertussis، يتميز هذا المرض بنوبات سعال متكررة وشديدة تتبعها شهقة حادة تشبه الصفير وهي الصوت الذي اشتُق منه اسمه الشائع.
الرضع الأكثر عرضة لمضاعفاته
رغم أن المرض يمكن أن يصيب أي فئة عمرية إلا أن الرضع وحديثي الولادة هم الأكثر عرضة لمضاعفاته الخطيرة إذ قد يؤدي إلى انقطاع التنفس أو الالتهاب الرئوي أو حتى الوفاة في بعض الحالات.
ويُعد التطعيم الوسيلة الأكثر فاعلية للوقاية منه إذ ساهمت برامج التحصين العالمية في تقليل معدلات الإصابة على مدار العقود الماضية، إلا أن تراجع معدلات التطعيم في بعض المناطق وتغيّر سلالات البكتيريا المسببة ساهما في عودة ظهور المرض مجدداً في السنوات الأخيرة.
توضح الدكتورة كيتلين لي، المتخصصة في الأمراض المعدية بمستشفى Ann & Robert H. Lurie للأطفال في شيكاغو وأستاذة طب الأطفال بكلية طب فاينبرغ بجامعة نورث وسترن، أن أعراض السعال الديكي تختلف لدى الرضع فغالباً لا يظهر السعال المميز بل يعانون من انقطاع في التنفس يعرف باسم apnea.
وأضافت أن المرض قد يؤدي أيضاً إلى ارتفاع شديد في عدد كريات الدم البيضاء وهي حالة تُعرف باسم leukocytosis يمكن أن تُشخَّص خطأً على أنها ورم أو عدوى خطيرة أخرى، ولهذا تنصح الأطباء بضرورة الاشتباه في السعال الديكي عند تقييم أي رضيع يعاني من ارتفاع كبير في خلايا الدم البيضاء.
يشير الخبراء إلى أنالتطعيم أثناء الحمل يُعد خط الدفاع الأول ضد المرض، وتوضح الدكتورة لي أن تطعيم الأمهات بلقاح السعال الديكي خلال الحمل أمر بالغ الأهمية لأنه يوفر مناعة وقائية للمواليد ضد مرض قد يكون قاتلاً لهم، كما شددت على أهمية التلقيح الواسع بين جميع الفئات العمرية كوسيلة فعالة للحد من انتشار العدوى.
الوقاية تبدأ من الأم
توصي Centers for Disease Control and Prevention (CDC) بجرعات روتينية ضد السعال الديكي في أعمار 2 و4 و6 و15–18 شهراً، ثم جرعة تعزيزية في عمر 4–6 سنوات، مع جرعة إضافية بين 11 و12 عاماً، وإتاحة جرعات لحين بلوغ سن 18 عاماً.
أما بالنسبة للحوامل، فتنصح الهيئة بتلقي لقاح Tdap بين الأسبوعين 27 و36 من الحمل، حيث تنتقل الأجسام المضادة عبر المشيمة لتمنح الطفل حماية مبكرة خلال الأشهر الأولى من حياته.
يشدد الأطباء على أن التشخيص والعلاج المبكرين هما العامل الحاسم لتقليل الأعراض ومنع العدوى من الانتشار، فالعلاج بالمضادات الحيوية في المراحل الأولى يساعد على الحد من شدة المرض ويحمي الآخرين من الإصابة.